لم يجد الفلسطيني عدنان أبوالعيش (56 عاماً) بديلاً عن استخدام موقد نحاسي (بابور) كان متروكاً في مخزن أسفل منزله الذي تركه في بلدة بيت لاهيا أقصى شمال قطاع غزة، نازحاً إلى مدينة رفح أقصى جنوبه، ليستخدمه في طهي الطعام بسبب منع إسرائيل دخول غاز الطهي للقطاع منذ بدء الحرب على غزة.
وخلال سبعين يوماً من عمر الحرب، دخلت إلى قطاع غزة خلال فترة الهدنة الإنسانية التي استمرت سبعة أيام، كميات قليلة جداً من غاز الطهي عبر معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة، ما تسبب بتوقف المخابز وعدد من المولدات التي تعمل على الغاز، فضلاً عن خلق أزمة خانقة في منازل الغزيين الذين نفدت مخزوناتهم من الغاز خلال أيام قليلة بعد اندلاع الحرب.
ولجأ الفلسطينيون لوسائل بدائية مثل الحطب وإشعال الكرتون للتخفيف من حدة هذه الأزمة، لكن "البابور" الذي استخدمه الغزيون خلال سنوات الحصار الأولى على غزة عام 2007، عاد من جديد ليكون وسيلة الطهي المستخدمة.
ويقول أبوالعيش لـ"إرم نيوز": "وجدنا البابور في مخزن وكان متروكاً منذ سنوات، واضطررنا لإصلاحه بسبب عدم توفر الغاز، وارتفاع ثمن الحطب والأخشاب التي يتم استخدامها للطهي".
وتابع: "لا توجد بدائل بالنسبة لنا، وهناك مشكلة أخرى بأن السولار الذي يعمل عليه هذا البابور شحيح جداً وسيكون الحصول عليه معاناة كبيرة"، مشيراً إلى أن هذه المعاناة تضاف لسلسلة صعوبات يواجهها في حياته لتوفير مأوى لعائلته ودقيق يصنعون منه الخبز.
وفي زقاق مخيم يبنا وسط مدينة رفح، يقف عدد من الفلسطينيين أمام دكان صغير للستيني عبد الله المغير، والذي عاد العمل في مهنة صيانة وتصليح البوابير، بعد أن ورث هذه المهنة من والده منذ 40 عاماً.
ويقول المغير إن "الحرب على غزة هذه المرة قاسية، وأصعب من كل الحروب السابقة التي مرت على غزة، لأن الغزيين أصبحوا لا يملكون أية مقومات للحياة، لا كهرباء ولا غاز ولا سولار والحطب سعره مرتفع".
ويضيف في حديث لـ"إرم نيوز" أن "الناس اضطرت للعودة لاستخدام البابور لكن بعض القطع اللازمة لتصليحه ليست متوفرة، لكن أحاول أن أخدم الناس قدر الإمكان للتخفيف من معاناتهم".
وتابع: "في الوقت الحالي هناك إقبال شديد من الناس على استخدام البوابير، لأن الغاز ليس متوفراً، ولأن استخدامه أقل تكلفة من الحطب".
