تتباين آراء الخبراء حول الوضع الأمني في سوريا، حيث يرى البعض أن بقايا النظام السابق قد تشكل تهديدًا كبيرًا إذا تم دعمهم من قوى خارجية، خاصة في ظل محاولات لتوحيد صفوفهم.
في المقابل، يعتبر آخرون أن النظام الحالي يمتلك القدرة على إحباط هذه المحاولات بفضل خبراته الأمنية، إلا أن هناك إشارات إلى هشاشة الوضع الأمني ووجود تحركات من أتباع النظام السابق، لكنهم يؤكدون أن هذه الفلول لا تملك قيادة موحدة في الوقت الحالي، وأن الحملة الأمنية الجارية تهدف إلى قطع الطريق على أي تهديد محتمل.
وفي هذا السياق، قالت الباحثة المتخصصة بالشأن الإقليمي، هدى رزق، إن هناك حالة من القلق من استغلال فلول النظام السابق من قبل القوى التي كانت داعمة له، خاصة أن هناك جهات تسعى لإيجاد مدخل للتدخل في الشؤون السورية.
وأضافت رزق لـ"إرم نيوز" أن هناك محاولات مستمرة لملاحقة أفراد النظام السابق، خاصة في الجنوب السوري، وتحديدًا الأشخاص الذين خضعوا لتدريبات مع حزب الله وإيران، وهؤلاء قد يشكلون خطرًا كبيرًا على الاستقرار في المنطقة.
وتابعت أن بقايا النظام السابق قد لا تشكل خطرًا كبيرًا إلا في حالات معينة، خاصة إذا سعت إلى توحيد صفوفها بدعم من شخصيات نافذة من أتباع النظام السابق، وتحديدًا مسؤولي الأمن وأجهزة المخابرات الذين اختفى معظمهم.
وأوضحت أن هؤلاء يشكلون ورقة ضاغطة، خاصة إذا تم دعمهم من قوى خارجية تسعى إلى خلط الأوراق وتحقيق مصالحها في المنطقة.
وأضافت رزق أن الإدارة الجديدة تعتمد على مجموعة من الداعمين لها في الداخل السوري، كما أن القيادات الحالية مدرّبة ومجهزة أمنيًا بشكل جيد، ولديها خبرة طويلة في هذا المجال، مما يساعدها على مواجهة هذه التحديات بفعالية.
من جانبه، يرى مدير مركز "جي إس إم" للأبحاث والدراسات، الدكتور آصف ملحم، أن الوضع الأمني الهش في سوريا يفرض ضرورة الاستعداد لتوقع تحركات غير متوقعة في ظل الظروف المعقدة والصعبة.
وأضاف ملحم لـ"إرم نيوز" أن القوى التي كانت داعمة للنظام السابق قد تسعى إلى إسقاط القوة الحالية، وهو أمر وارد في ظل الوضع الحالي.
وأشار إلى أن بعض التسريبات بدأت تظهر علانية، وتشير إلى تهديدات محتملة من قبل مقاتلين سابقين في الجيش السوري، لكن من الواضح أن فلول النظام السابق ليس لها قيادة موحدة حاليًا.
وأوضح أن هذا التحرك سيكون مدعومًا من قوى خارجية، ولذلك فإن الحملة الأمنية الواسعة الحالية تهدف إلى قطع الطريق على أي محاولات من هذا النوع.
ولفت إلى أن أحد المخاوف الأخرى هو أن يستغل هؤلاء الوضع الحالي للدعوة إلى مظاهرات مضادة، رغم أن الجميع لا يريد ذلك.
وأكد أن هذا الاحتمال يبقى ضعيفًا، خاصة وأن القيادة الحالية أثبتت قدرتها على ضبط الوضع وفق رؤيتها.
وأشار ملحم إلى أن الطابور الخامس موجود في سوريا ولكنه غير قادر على فعل أي شيء في هذه المرحلة، في ظل الإنهاك الذي يعاني منه السوريون وعدم رغبة أي من القوى الداخلية في خوض حروب جديدة.
وختم ملحم بالقول إن الإدارة الجديدة قادرة على قطع الطريق على أي محاولات داخلية أو خارجية تهدف إلى زعزعة الاستقرار، من خلال نشر الأمن والأمان، وذلك عبر إنشاء هياكل أمنية مجهزة ومدربة تستطيع ضبط الأمور، مما يمنح السوريين شعورًا إضافيًا بالأمان ويمنع أي محاولات من أتباع النظام السابق.