logo
العالم العربي

بين التاريخ والدبلوماسية.. وفد فرنسي في الجزائر لاحتواء التوتر

بين التاريخ والدبلوماسية.. وفد فرنسي في الجزائر لاحتواء التوتر
البرلمان الفرنسيالمصدر: (أ ف ب)
07 مايو 2025، 4:34 ص

في خطوة رمزية تحمل أبعادًا تاريخية وسياسية، يصل وفد يضم نحو 30 نائبًا وسيناتورًا فرنسيًا إلى الجزائر هذا الأسبوع في زيارة رسمية تهدف إلى المشاركة في إحياء الذكرى الثمانين لمجازر 8 مايو 1945، التي راح ضحيتها آلاف الجزائريين خلال قمع القوات الاستعمارية لمظاهرات مطالبة بالاستقلال في كل من سطيف، وقالمة، وخراطة.

 

 

ووفقًا لصحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، فإن الوفد الذي ينتمي أعضاؤه إلى أحزاب من اليسار واليسار المتطرف والوسط، سيشارك في مراسم تذكارية تُنظم في العاصمة الجزائرية يوم الخميس 8 مايو، على أن تتبعها زيارة ميدانية إلى مدينة سطيف يوم السبت 10 مايو، حيث وقعت الأحداث الدامية في عام 1945.

وتضم البعثة الفرنسية شخصيات برلمانية بارزة، من بينها لوران لاردي، النائب الاشتراكي ورئيس مجموعة الصداقة الفرنسية–الجزائرية في الجمعية الوطنية، والنائبة فاطمة كلوة هاشي، رئيسة لجنة الشؤون الثقافية، إلى جانب نواب وسيناتورات آخرين يمثلون مختلف الأطياف السياسية الفرنسية.  كما يرافق الوفد ممثلون عن "دائرة الأمير عبد القادر"، من بينهم مؤسسها رفيق تمغاري.

وأوضح تقرير الصحيفة الفرنسية أن هذه الزيارة تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات الجزائرية الفرنسية حالة من الجمود على خلفية أزمة دبلوماسية متصاعدة بين البلدين، بعد طرد متبادل لدبلوماسيين وموظفين قنصليين.

أخبار ذات علاقة

السفارة الجزائرية في باريس

فرنسا ترد بالمثل وتطرد 12 موظفا بالسفارة والقنصلية الجزائرية

 وكان وزير الخارجية الفرنسي، جان-نويل بارو، صرّح مؤخرًا بأن "الوضع الحالي متعثر، وتقع مسؤوليته على عاتق السلطات الجزائرية"، في إشارة إلى تعثر مسار التهدئة بين الجانبين.

من جهته، أكد النائب لوران لاردي أن هذه الزيارة "تُجسّد التزامًا سياسيًا وأخلاقيًا لدعم العمل على الذاكرة، وتكريم الضحايا، وتعزيز التفاهم بين الشعبين". 

وأضاف أن "فرنسا والجزائر تعيشان لحظة من الاعتراف المتبادل بأحداث 8 مايو، ومن الضروري أن نكون موجودين للمشاركة في هذه اللحظة التاريخية".

وتنظر الجهات الرسمية في الجزائر إلى هذه المبادرة بإيجابية، ولا سيما أن أعضاء الوفد حصلوا على تأشيراتهم رغم أن مجلس الأمة الجزائري كان علّق علاقاته مع مجلس الشيوخ الفرنسي في وقت سابق من هذا العام؛ ما يعطي للزيارة طابعًا رمزيًا يعكس رغبة ضمنية في إبقاء قنوات التواصل مفتوحة. 

كما يرى دبلوماسيون فرنسيون أن السماح للوفد بالحصول على تأشيرات والدخول إلى الجزائر يحمل رسالة سياسية إيجابية، حيث قال مصدر في وزارة الخارجية الفرنسية: "من الصعب أن ترفض الجزائر طلب هذا الوفد، نظرًا للرمزية العالية لهذه الذكرى. ومع ذلك، فإن الحفاظ على هذا الرابط يُعدّ أمرًا إيجابيًا".

وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أعلن في عام 2020 تخصيص يوم 8 مايو من كل عام ليكون "يومًا للذاكرة"، تخليدًا لأرواح ضحايا مجازر 1945، التي تُعد من أكثر المحطات إيلامًا في تاريخ الجزائر المعاصر.

أخبار ذات علاقة

الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والجزائري عبد المجيد تبون

في ذكرى تحرير فرنسا.. نذر أزمة دبلوماسية جديدة بين باريس والجزائر

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC