logo
العالم العربي

المحادثات النووية.. العراق يترقب والفصائل تتأهب لسيناريو التصعيد

المحادثات النووية.. العراق يترقب والفصائل تتأهب لسيناريو التصعيد
ميليشا عراقية (بدر)المصدر: (أ ف ب)
17 أبريل 2025، 7:21 ص

تضع المحادثات الأمريكية الإيرانية الجديدة، العراق أمام اختبار سياسي وأمني معقد، وسط تساؤلات عن مصير الميليشيات المدعومة من طهران وما إذا كانت هذه القوى ستخضع لمنطق التهدئة أو تعود إلى التصعيد إذا ما تعثرت التفاهمات، بحسب خبراء.

وانطلقت السبت الماضي، المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، بوساطة سلطنة عمان. ووفقًا لتسريبات صحفية فإن المباحثات تركزت على الملف النووي الإيراني وسبل تخفيف العقوبات، دون أن تتطرق بشكل مباشر إلى أذرع طهران الإقليمية أو نشاط الميليشات المسلحة في المنطقة.

 

 

ويثير التقارب بين واشنطن وطهران قلقًا واسعًا في الأوساط العراقية، وسط مخاوف من أن تنعكس مخرجاته على التوازنات الداخلية في البلاد. ويحذر سياسيون من أن أي اتفاق لا يراعي خصوصية الوضع العراقي قد يطلق موجة جديدة من الصراعات بالوكالة ويعقّد جهود ضبط السلاح المنفلت.

أخبار ذات علاقة

قطع الشطرنج أمام علمي إيران والولايات المتحدة

"غير مهني".. إيران تحذر من نقل المفاوضات النووية إلى روما

 

تفاؤل يتلاشى

وقال الخبير في الشأن السياسي والأمني عبد الغني الغضبان، إن "المفاوضات الجارية تُلقي بظلالها الثقيلة على العراق؛ إذ إن التفاؤل الذي رافق انطلاق الجولة الأولى بدأ يتلاشى بعد تأكيد الرئيس الأمريكي على ضرورة وقف إيران لتخصيب اليورانيوم، مقابل رد مباشر من وزير الخارجية الإيراني اعتبر فيه الأمر حقًا سياديًا، بالتوازي مع رسالة بعث بها المرشد الإيراني إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".  

وأضاف الغضبان لـ"إرم نيوز" أن "هذه المؤشرات تفتح الباب أمام احتمالات التصعيد في منطقة الشرق الأوسط، وفي جميع السيناريوهات سيبقى العراق ساحة مفتوحة لتداعيات هذا الصراع، خاصة في ظل وجود فصائل مسلحة ترفض الامتثال لأوامر القائد العام للقوات المسلحة".

ولفت إلى أن "تلك الفصائل تتابع مجريات المفاوضات عن كثب، وقد تتحول إلى طرف فاعل في أي مواجهة مرتقبة بين واشنطن وطهران، وهو ما قد يشكل ذريعة لإسرائيل لتوجيه ضربات داخل العراق"، مشيرًا إلى أن "اندلاع مثل هذه الأحداث سيزج بالعراق في أتون فوضى أمنية وسياسية، ويهدد المسار الانتخابي المرتقب الذي تعمل القوى السياسية على التهيئة له في الفترة المقبلة".

أخبار ذات علاقة

العلمان الإيراني والأمريكي

إعلام إيراني: استئناف المحادثات مع أمريكا في روما يوم السبت

 

تأهب عراقي

وأوقفت الميليشيات العراقية، هجماتها على القواعد الأمريكية في العراق وسوريا، وقلّلت من نشاطها الإعلامي، في ما يبدو أنه قرار منسّق يهدف إلى عدم تعطيل مسار المفاوضات الجارية في مسقط؛ إذ تشير مصادر ميدانية، إلى أنها تعتمد مقاربة مزدوجة، تندرج ضمن مفهوم "الاستعداد الهادئ"، الذي يمنحها مرونة في التموضع السياسي والعسكري داخل العراق، مع الاستعداد لاستثمار أي فراغ قد يحصل، أو أي هزة مفاجئة قد تنتج عن انهيار التفاهم الأمريكي الإيراني.

من جهته، كشف عضو في تحالف إدارة الدولة (يضم الأحزاب المشاركة في الحكومة) أن "الاجتماع الأخير الذي شارك فيه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، استعرض جميع السيناريوهات المحتملة في حال تفجرت الأوضاع إقليميًا، مستندًا إلى تقديرات الأجهزة الاستخبارية والأمن القومي".

وأوضح عضو الائتلاف الذي طلب حجب اسمه لـ"إرم نيوز" أن "السوداني نقل للقوى السياسية مضمون التطمينات التي قدمتها واشنطن لبغداد، والتي ربطت استمرار الدعم والاستقرار بشرط عدم تدخل الفصائل المسلحة وعدم إثارة أي توتر أمني، محذّرة من أن أي خرق في هذا السياق قد يجعل الأراضي العراقية هدفًا مشروعًا للرد".

ضوء أخضر

وأفادت تقارير إعلامية بأن المرشد الإيراني في إيران علي خامنئي سمح لفريق التفاوض الإيراني بإدراج مسألة الدعم العسكري للأذرع الإقليمية لطهران ضمن إطار المحادثات غير المباشرة مع الجانب الأمريكي، وذلك في خطوة تكشف الاستعداد لتقديم تنازلات محسوبة إذا ما أحرزت مفاوضات البرنامج النووي تقدمًا ملموسًا.

وفيما قد تجد طهران صعوبة في إقناع الحوثيين بالامتثال لاستراتيجية التهدئة مع ترامب، يبدو الأمر سهلًا – وفق مراقبين - بالنسبة إلى الميليشيات المتحالفة معها في العراق، وهي الأقرب إليها والأكثر معرفة بطريقة تفكير قادة الحرس الثوري.

بدوره، قال الخبير الأمني والاستراتيجي عماد علو، إن "ما سينتج عن المفاوضات بين واشنطن وطهران سينعكس بشكل مباشر على طبيعة العلاقات العراقية الأمريكية، وكذلك على علاقة بغداد مع طهران؛ ما يعني أن تداعيات هذه الجولة ستأخذ مداها الزمني، سواء في حال تحققت نتائج إيجابية أو اتخذت المفاوضات منحى سلبيًا".

وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "فشل المفاوضات قد يشكل مبررًا لاستمرار الدور الميداني للفصائل المسلحة المرتبطة بإيران، في حين أن إحراز تقدم، وذهاب طهران فعليًا نحو فتح السوق الإيرانية أمام الاستثمارات الأمريكية المقدّرة بأكثر من أربعة تريليونات دولار، سيفرض توفير بيئة مستقرة على امتداد الجغرافيا المرتبطة بعلاقات البلدين، بما في ذلك العراق ومنطقة الشرق الأوسط ككل".

ولفت إلى أن "الأسبوع المقبل سيكون حاسمًا في رسم ملامح العلاقة المستقبلية بين واشنطن وطهران، وقياس طبيعة التأثيرات المتبادلة التي قد تطرأ في حال تم التوصل إلى تفاهمات أولية أو انفجر المسار الدبلوماسي". 

أخبار ذات علاقة

ستيف ويتكوف وعباس عراقجي

بوساطة عُمانية.. إيران تؤكد انعقاد جولة المحادثات الثانية مع أمريكا في روما

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC