سلسلة غارات إسرائيلية تستهدف مدينة غزة

logo
العالم العربي

في ظل "الدمار الشامل".. هل ستعود حياة الغزيين إلى طبيعتها؟

في ظل "الدمار الشامل".. هل ستعود حياة الغزيين إلى طبيعتها؟
آثار الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على غزةالمصدر: رويترز
16 يناير 2025، 2:49 م

بعد إعلان التوصل إلى اتفاق تهدئة وتبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس، يستمر سكان قطاع غزة، الذين يزيد عددهم على مليوني نسمة، في مواجهة مصيرٍ مجهولٍ مع تدمير جزء كبير من القطاع إثر الحرب المستمرة منذ نحو 15 شهراً.

ورغم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين، لا يزال الغزيون يترقبون المستقبل وسط أجواء من القلق بسبب الدمار الهائل الذي لحق بمنازلهم، ومرافقهم الحيوية.

تفاصيل اتفاق التهدئة

وأعلنت قطر عن اتفاق تهدئة يقضي بتبادل الأسرى والرهائن بين إسرائيل وحماس، يبدأ اعتبارًا من يوم الأحد المقبل.

الاتفاق يتضمن أيضاً عودة النازحين إلى منازلهم المدمرة، وتدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

ورغم ذلك، يبقى السؤال الأبرز في أذهان السكان: هل ستكون العودة إلى الحياة الطبيعية ممكنة في ظل الدمار الشامل الذي لحق بغزة؟

وفقًا لإحصائية للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أسفرت الحرب عن مقتل أكثر من 57 ألف شخص، وإصابة أكثر من 100 ألف آخرين، بالإضافة إلى 11 ألف مفقود.

كما تعرضت المنازل والبنية التحتية لتدمير كبير. فقد نزح نحو مليوني شخص من سكان غزة، ودُمّر 214 مقرًا حكوميًا، و136 مدرسة وجامعة بشكل كامل، بالإضافة إلى 823 مسجدًا، منها 158 دُمرت بشكل بليغ، وتحتاج إلى إعادة ترميم. كما تدمّرت 3 كنائس.

وتتضمن الأرقام المعلنة تدمير 161 ألف وحدة سكنية بشكل كامل، و82 ألف وحدة سكنية بشكل جزئي، وأصبحت غير صالحة للسكن، بينما تحتاج 194 ألف وحدة سكنية إلى إصلاحات لإعادتها إلى الخدمة.

كما أشار المكتب إلى أن الجيش الإسرائيلي ألقى 88 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة، ودمّر أكثر من 34 مستشفى، و80 مركزًا صحيًا، إضافة إلى استهداف 136 سيارة إسعاف، و206 مواقع أثرية.

على مستوى البنية التحتية، دُمرت 3 آلاف كيلومتر من شبكات الكهرباء، و125 محولًا لتوزيع الكهرباء، و330 ألف متر طولي من شبكات المياه. كما دُمر أكثر من 650 ألف متر طولي من شبكات الصرف الصحي، إلى جانب أكثر من 2 مليون متر طولي من الطرق والشوارع.

وتشير التقديرات الأولية إلى أن تكلفة الخسائر في القطاع قد تصل إلى حوالي 37 مليار دولار، مع تدمير شبه كامل في مناطق مثل رفح، وشمال القطاع.

 

مخاوف النازحين

وبينما يترقب الغزيون التوصل إلى اتفاق التهدئة، تتزايد المخاوف من العودة إلى المناطق التي نزحوا منها.

وقال نور أبو دلالة، أحد النازحين من شمال القطاع، إنه يشعر بقلق شديد بشأن العودة إلى الشمال بعد أكثر من 15 شهرًا من النزوح، مشيرًا إلى أن الدمار الذي لحق بالمنطقة قد يجعل العودة مستحيلة بسبب انعدام مقومات الحياة.

وأكد أبو دلالة أن إسرائيل عمدت إلى تدمير مناطق محددة في القطاع بهدف دفع السكان نحو التفكير في الهجرة.

وأضاف أبو دلالة في حديثه لـ"إرم نيوز" أن الأوضاع بعد التهدئة لن تعود كما كانت قبل السابع من أكتوبر، مشيرًا إلى أن معظم الناس فقدوا ممتلكاتهم، وأن البنية التحتية مدمرة بالكامل.

وطالب بتوفير تحرك إغاثي عاجل، مشددًا على ضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي خطوات لإيواء السكان، وتوفير الدعم اللازم لإعادة إعمار القطاع بأسرع وقت ممكن.

 

عودة الحياة إلى غزة: الآمال والواقع

من جانبه، قال عبد الله مسلم، أحد النازحين من مدينة رفح، إن المدينة شهدت دمارًا هائلًا في المنازل والبنية التحتية جراء القصف الإسرائيلي.

وأشار إلى أن عودة بعض المناطق في رفح أصبحت مستحيلة بعد تدمير مصادر المياه، والصرف الصحي، والطرق.

وأضاف مسلم لـ"إرم نيوز" أن إسرائيل نجحت في جعل قطاع غزة منطقة غير صالحة للسكن، مؤكدًا أن ذلك جزء من مخطط لإنهاء الحياة في غزة.

وتابع مسلم قائلاً: "أستعد وأسرتي للعيش في خيام النزوح ومراكز الإيواء لسنوات طويلة قبل أن يتم توفير الظروف المعيشية الكريمة التي كنا نتمتع بها قبل السابع من أكتوبر"، وأضاف أن الحرب دمّرت آمال سكان غزة وأحلامهم لأجيال قادمة.

أخبار ذات علاقة

ناقلة نفط هاجمها الحوثيون

من الهجوم إلى المناورة.. اتفاق غزة يخلط أوراق الحوثيين

ورغم هذه الظروف القاسية، يبقى الأمل معلقًا على الاستجابة العاجلة من المجتمع الدولي لتحسين الظروف الإنسانية في القطاع، وتوفير مقومات الحياة الكريمة لسكان غزة، خاصة في مجالات المياه، والصرف الصحي، وكذلك تعبيد الطرق المتضررة.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC