يدفع الهجوم البري الإسرائيلي في غزة آلاف السكان إلى الفرار، لكن من يرفضون مغادرة منازلهم يعيشون وضعا مُرعبا، وفق شهادات نقلتها إذاعة فرنسا الدولية.
وبقي الآلاف من الغزيين حبيسي منازلهم، وغالبًا دون أي سبيل للنجاة، ويروي هؤلاء فظائع ما يجري في المدينة المحاصرة.
ووفقًا لإعلان الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، فقد ضربت القوات الجوية والمدفعية أكثر من 150 هدفًا في أنحاء مدينة غزة "دعمًا للقوات المناورة في المنطقة" منذ أمس.
من جانبه، أعلن الدفاع المدني في غزة، اليوم الأربعاء، عن مقتل ما لا يقل عن 12 شخصًا في غارات إسرائيلية أو إطلاق نار في جميع أنحاء القطاع منذ بداية اليوم. ويأتي ذلك بعد الإبلاغ عن أكثر من 100 حالة وفاة يوم الثلاثاء.
من حي الشيخ رضوان، تحدثت ريمي لـ"إذاعة فرنسا الدولية"، ولا تزال هذه الأم لخمسة أطفال، التي لم تعد قادرة على النوم، محاصرة في منزلها، وهاتفها هو وسيلة اتصالها الوحيدة بالعالم الخارجي، وتقول: "الوضع صعب للغاية، نحن محاصرون ونسمع صوت الدبابات، الأطفال خائفون جدًّا، وخاصة في الليل، صرنا نكره الليل، فصوت الدبابات مخيف، وصوت الطائرات مرعب".
وأضافت: "نخشى الخروج خوفًا من الموت، الدبابات تحاصر المنازل، لا نستطيع الخروج أبدًا".
وفي شارع آخر شمال المدينة، يعيش أحمد نفس الوضع، عالقا في منزله مع عائلته المتكونة من 10 أفراد.
ويقول، بينما تحلق طائرة مسيرة فوق منزله: "الوضع سيء للغاية، صعب للغاية، لا نستطيع الدخول ولا الخروج. نحن محاصرون بطائرة رباعية المراوح، إلى درجة أنني أحتاج إلى الماء لأطفالي، ولا أستطيع الخروج إطلاقًا".
وتابع قائلا: "إن حاولتُ، سأُقتل، وسيظلون عطشى ينتظرونني"، وفق تعبيره، مشيرا إلى أن "الجثث الهامدة متناثرة في الشوارع، لكن لا أحد يجرؤ على انتشالها".
وفي اليوم التالي لإعلان الهجوم البري، فرّ عشرات الآلاف من السكان من المدينة حاملين أمتعتهم وسط الأنقاض. ووفقًا للجيش الإسرائيلي، فقد غادر المدينة بالفعل 40% من السكان. ويستمر تدفق النازحين في جو من الذعر. وتبدو طرق الفرار مكتظة، حيث يقضي البعض أكثر من 13 ساعة للخروج من غزة والاتجاه جنوبا.
وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم عن فتح ممر ثانٍ في شارع صلاح الدين لمدة 48 ساعة، بدءًا من عصر اليوم، ومع ذلك فإن المناطق الواقعة جنوب المدينة مكتظة بالفعل.
ويقول تقرير الإذاعة الفرنسية إنه "في مدينة غزة، لا يزال هناك 700 ألف مدني، تحولت الأحياء السكنية إلى أنقاض. هناك نيران مروحيات وغارات جوية".
ولأيام عديدة، كان كل شيء مستهدفًا: المدارس، وكذلك المراكز الصحية، فقد قُصف سقف مستشفى الرنتيسي للأطفال، ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، مما أثر على خزانات المياه ومولدات الكهرباء.