احتشد مئات الفلسطينيين في شوارع مدينة غزة ظهر اليوم الثلاثاء، احتجاجًا على إيعازات الجيش الإسرائيلي بإخلاء المدينة والنزوح نحو جنوب القطاع.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن المتظاهرين، وبعضهم من "عائلات مرموقة"، أعلنوا رفضهم مغادرة المدينة.
ودعا رئيس "الهيئة العليا لشؤون العشائر" في غزة، أبو سلمان المعاني، إلى المشاركة في التظاهرات، للتعبير عن "رفض خطط التهجير، والعمل على زيادة الضغط على المجتمع الدولي للتدخل وحماية المدنيين".
وانطلقت التظاهرات من ساحة "السرايا"، وهو المكان الذي جرت فيه مراسم إطلاق سراح عدد من الرهائن الإسرائيليين في إطار الصفقة الأخيرة.
وحمل المشاركون في التظاهرات لافتات كتبوا عليها: "لن تنزعونا من أرضنا"، و"أوقفوا تدميرنا"، و"لن نرحل"، و"غزة قوية". كما نشرت منظمات مختلفة في القطاع بيانات تؤكد رفضها عمليات الإخلاء.
وكانت أوامر صادرة عن الجيش الإسرائيلي، منذ صباح اليوم الثلاثاء، طالبت جميع سكان مدينة غزة بالإخلاء الفوري والاتجاه نحو الجنوب.
جاء ذلك، بعد أيام طويلة من قصف جميع أنحاء مدينة غزة، ما أدى إلى انهيار بعض المباني الشاهقة.
ولم تتوقف البيانات الصادرة عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، التي صاحبها إسقاط منشورات من الجو، فضلًا عن رسائل نصية على الهواتف، جاء نصها كالتالي:
"إلى جميع السكان المقيمين في مدينة غزة وأحيائها كافة، من البلدة القديمة وحي التفاح في الشرق، إلى البحر في الغرب. الجيش الإسرائيلي عازم على هزيمة حماس، وسوف يعمل في منطقة مدينة غزة بقوة كبيرة، كما عمل في جميع أنحاء القطاع".
وقالت الرسالة أيضًا: "حرصًا على سلامتكم، يرجى الإخلاء فورًا عبر طريق الرشيد إلى "المنطقة الإنسانية" في المواصي. البقاء في مدينة غزة خطير جدًا. وللإبلاغ عن نقاط التفتيش التي أقامتها حماس أو محاولاتها لمنع الإخلاء، يرجى الاتصال بالرقم 0529625830".
وصباح اليوم الثلاثاء، أصدر الجيش الإسرائيلي أمرًا استثنائيًا بإخلاء ما يقارب مليون نسمة من السكان والنازحين في أنحاء مدينة غزة، بالإضافة إلى تحذيرات إضافية قبل قصف المباني الشاهقة.
وفي هذا القصف، الذي تصاعدت حدته خلال الأيام الأخيرة، قُتل 83 غزيًا وجُرح 223 آخرون خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، وفقًا لبيانات نقلتها "يديعوت أحرونوت" عن دوائر فلسطينية.
وأمام الأوامر الإسرائيلية، واصل بعض سكان غزة الإخلاء، فيما لم ترصد إسرائيل حتى الآن أي "تدفق جماعي" من المدينة.
وقبل ذلك، صرح الجيش الإسرائيلي بأنه حتى بعد مغادرة حوالي 100 ألف من سكان غزة، بقي مليون شخص تقريبًا، يرفضون مغادرة المدينة نهائيًا.
