شهدت العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، يوم السبت، احتجاجات نسوية غير مسبوقة، تطالب بوقف الانهيار المتسارع في الوضعين المعيشي والخدمي.
وتجمهرت مئات النساء وسط ساحة العروض المركزية بمديرية خور مكسر، وسط عدن، تحت مسمّى "ثورة النسوان"، للتنديد بحالة التردّي التاريخي في أوضاع المدينة المعيشية والخدمية والتعليمية والصحية.
ورفعت النساء لافتات يطالبن فيها بحقوق السكان الشرعية من الخدمات والحياة الكريمة، وردَّدن شعارات تطالب بتوفير الكهرباء والمياه وصرف الرواتب الشهرية للموظفين الحكوميين، وحلّ مشاكل التربويين وعودة العملية التعليمية، وانتشال العملة الوطنية من انهيارها القياسي.
ودعت المحتجات، الحكومة اليمنية إلى القيام بدورها في الإيفاء بالتزاماتها تجاه مواطنيها على مستوى حقوق الموظفين ووقف تدهور الأوضاع، بمعالجات حقيقية وملموسة ومستدامة.
من جانبه، قال رئيس الحكومية اليمنية الجديد، سالم بن بريك، إنه يدرك "حجم معاناة أهلنا في عدن والمحافظات المحررة، جراء انقطاعات الكهرباء وتراجع الخدمات، خاصة مع اشتداد حرارة الصيف".
وأشار في تدوينة على منصة "إكس"، إلى استماعه بجد وتفهم لصوت نساء عدن في مظاهراتهن اليوم، "وهو صوت كل بيت في المدينة".
وأكد بن بريك أن الحكومة تبذل قصارى جهدها "وبالتنسيق مع أشقائنا في التحالف بقيادة السعودية والإمارات، لإيجاد حلول عاجلة، ولن ندخر جهدًا في تخفيف معاناة مواطنينا".
وتعيش عدن والمحافظات المجاورة لها، جنوبي اليمن، انهيارًا قياسيًّا على مستوى الخدمات الأساسية، وفي مقدمتها خدمة الكهرباء، التي تنقطع عن المناطق الساحلية الحارّة لساعات تصل إلى أكثر من 20 ساعة يوميًّا، مقابل انقطاع كلي عن المحافظات الأخرى منذ أيام، نتيجة عدم إيفاء الحكومة بالتزامها في توفير وقود تشغيل محطات توليد الكهرباء، إثر شحّ الموارد المالية، نتيجة توقف تصدير النفط الخام منذ أكثر من عامين.