اعتبر محمود صادقي أحد القيادات السياسية في التيار الإصلاحي الإيراني، الثلاثاء، أن سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد بهذه السرعة أظهر هزيمة المتطرفين الإيرانيين في السياسة الخارجية.
ويعد "الحرس الثوري" الإيراني الجهة التي تمسك بملف سوريا من الناحية العسكرية والسياسية، عبر ذراعه الخارجية "فيلق القدس" الذي كان يمد نظام الأسد بالمال والسلاح والمقاتلين، من جنسيات مختلفة، على مدى السنوات الماضية.
"انحراف سياستنا أخرجنا من سوريا"
وقال صادقي في حديث لـ"إرم نيوز"، إن "هناك انحرافًا في خط إيران، وهو الذي سبب خسارة سوريا، وهذا الخط يمكن أن يكون ضارًّا لإيران في السياسة الخارجية في المستقبل إذا استمر على هذا المنوال".
وأضاف "أعتقد أن الجميع فشل في سوريا، جميع الجهات الفاعلة التي لم تتمكن من إنشاء نظام سياسي واقتصادي مستقر في سوريا بعد هزيمة داعش، والفشل كان لإيران وروسيا".
فشل عسكري ودبلوماسي
وأشار صادقي إلى أن "إيران رمت بثقلها في سوريا عسكريًّا، وهي لم تفسح المجال للمساعي الدبلوماسية والسياسية في التفاوض مع الائتلاف الوطني السوري المعارض باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري في تلك المرحلة، وهذا ما جعل الأمور تخرج عن دائرة السيطرة بعد أن أعاد المسلحون تنظيم صفوفهم وإسقاط الأسد".
وعند سؤاله عن الخطة التي ستتبعها إيران بشأن مستقبل سوريا وتنظيم علاقتها مع دمشق، قال صادقي "لا أعتقد أن لدينا خطة حتى الآن، ولو كان لدينا خطط إستراتيجية، لا تقتصر على الجانب العسكري، لما حدثت هذه الأمور في سوريا".
ويضيف، "هناك تفاهم متبادل ونسبي بين روسيا وإسرائيل والولايات المتحدة بشأن المخاوف الجيوسياسية والأمنية لبعضها البعض في سوريا، وهذا الموضوع يضع إيران في مرتبة أدنى فيما يتعلق بمستقبل سوريا مقارنة بالقوى الكبرى مثل روسيا وأمريكا".
التعلم من مصير سوريا
ويقول محمود صادقي، إن أحد ضباط مخابرات إيران اتصل به وحذره من التعليق على الأحداث في سوريا، مضيفًا "قلت له علينا أن نتعلم من مصير سوريا".
ويضيف "كما قلت لضابط الأمن دعونا نسمح للمحللين السياسيين بتحليل وتفسير هذه الحقيقة من زوايا مختلفة، وإذا كان هناك تشابه في توجهاتنا وسلوكياتنا، سانتقدها، وعلى السلطات أن تصحح أخطاءها بدلًا من الهروب من الواقع".
البحث عن رواية مقنعة
ولا يزال البرلمان الإيراني يبحث عن رواية مقنعة من قبل المسؤولين بشأن ما حصل لنظام الأسد الذي انهار خلال أيام قليلة.
وقد استدعى البرلمان أمس وزير الخارجية عباس عراقجي لبحث ما حصل، ومن المقرر أن تُعقد جلسة غير معلنة للبرلمان بحضور قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي وبعض القادة العسكريين على صلة بالملف السوري.
