يعيش الفارون من جحيم الحرب في السودان، خاصة المتجمعون على "معبر حلفا" المؤدي إلى مصر، أوضاعاً مأساوية، فهم أمام مصير مجهول، بسبب أزمة الحصول على تأشيرة الدخول إلى مصر.
أما ذوو الحالات الخاصة منهم، فيعيشون ظروفا صعبة، فقد وصل عدد الوفيات منهم في اليوم الواحد إلى 6 حالات بمستشفى حلفا؛ بسبب تأخير إجراءات تأشيرة الدخول من الجانب المصري وإجراءات الخروج من الجانب السوداني.
وهناك حالات تحتاج للرعاية الطبية مثل مرضى الفشل الكلوي والسرطان وغيرها من الأمراض التي ينتظر أصحابها أكثر من 30 يوماً لتلقي العلاج"، بحسب مواطنين تحدثوا لـ"إرم نيوز" .
وروى محمد عبد المنعم من ذوي الحالات الخاصة وعضو مبادرة رعاية الحالات الخاصة، رحلة معاناته بمعبر وادي الحلفا التي استغرقت أكثر من 30 يوماً، موضحا أنه وصل إلى الوادي منذ شهر بعد رحلة هروبه من الخرطوم، وبسبب تأخير إجراءات الخروج من السودان، ظل في حلفا ما يقارب الشهر، وحتى الآن لم يحصل على تأشيرة الدخول إلى القاهرة.
وقال: "أصبح وضع ذوي الحالات الخاصة في غاية الخطورة بمستشفى حلفا، في حين وصل عدد الوفيات إلى 6 حالات خلال اليوم؛ بسبب عدم توفير الخدمات الطبية وشح الإمكانيات داخل المستشفى"، لافتا إلى "بطء إجراءات الحصول على التأشيرة من الجانب المصري".
وأضاف أنه "رغم قلة الإمكانيات إلا أن مستشفى حلفا أصبحت ملاذا للمرضى الفارين من نار الحرب في الخرطوم، وأن وادي حلفا يستقبل في اليوم ما يقارب 9 آلاف فار من الحرب، والكل ينتظر الإجراءات لدخول الأراضي المصرية".
وتابع عبد المنعم أن "تكلفة المعيشة في حلفا أصبحت باهظة الثمن وليس في استطاعتنا تحمل النفقة مع توفير العلاج؛ لذلك نطالب منظمات المجتمع الدولي والسلطات المصرية والسلطات المحلية والمنظمات الحقوقية، بالتدخل لحل أزمة التأشيرة والسماح لنا بدخول مصر من أجل تلقي الرعاية الطبية".
وأكد أن "البعض دفع رشاوي بمبالغ مالية ضخمة من أجل الحصول على التأشيرة للدخول إلى مصر".