فجّر تصريح للمبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس باراك، بأن لبنان قد يكون "جزءًا من بلاد الشام"، جدلًا وغضبًا واسعًا لدى الأوساط السياسية في بيروت، خصوصًا أنه يُعد الرسالة الثالثة في السياق ذاته، والذي يشير إلى ما يُسمّى بـ "سوريا الجديدة".
وفي تصريح لصحيفة "ذا ناشيونال"، حذّر باراك من أن "لبنان يواجه خطر الوقوع في قبضة القوى الإقليمية ما لم تتحرك بيروت لمعالجة مخزونات أسلحة حزب الله."
إلا أن تصريح باراك أخذ طابعًا مختلفًا عندما حذّر المسؤولين في بيروت بقوله: "الآن لديك سوريا التي تتجلّى بسرعة كبيرة، لدرجة أنه إذا لم يتحرك لبنان، فسيصبح مرة أخرى بلاد الشام."
وبحسب الكاتب والمحلل السياسي نضال السبع، فإن تصريح باراك "مقلق للغاية"، خصوصًا أنه يُعد ثالث مؤشر في الاتجاه ذاته، أي نحو إلحاق لبنان بسوريا، معتبرًا أن المبعوث الأمريكي كان يُوجّه رسالة إلى السياسيين اللبنانيين وحزب الله، مفادها أن واشنطن قد أوكلت الشأن اللبناني لأحمد الشرع، الرئيس السوري الانتقالي.
ويعتقد السبع، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن خطورة تصريح باراك تكمن في أنه يأتي بعد تسريب سابق منسوب إليه، مفاده أن الشرع رئيس على دولتين، أي سوريا ولبنان. فيما كان التسريب الثالث إسرائيليًا، من خلال كشف الإعلام العبري عن خطط لاستبدال هضبة الجولان المحتلة بمدينة طرابلس شمالي لبنان، وضمها إلى "سوريا الجديدة".
ويقول إن هذه المؤشرات الثلاث، وأوضحها تصريح باراك "المباشر"، تأتي في إطار "الضغوط على الدولة اللبنانية وأيضًا على حزب الله"، لافتًا إلى أن عامل الوقت يبدو أنه لم يعد في صالح اللبنانيين عمومًا.
جرس إنذار
من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي علي حمادة أن تصريح باراك، الذي قوبل بغضب وانتقاد لبناني، يأخذ طابع "التحذير"، مضيفًا أن الهدف منه هو "حث المسؤولين في بيروت والقيادات السياسية على الإنجاز، وليس على إطلاق الوعود."
ويقول علي حمادة في تصريح لـ"إرم نيوز" إن باراك "وجد فجوة شاسعة بين وعود لبنان الرسمية، وإنجازاته على أرض الواقع؛ فهناك وعود كثيرة، وقليل من الأفعال" وفق تعبيره.
ويعتقد علي حمادة أن "أزمة سلاح حزب الله مرشحة للتصعيد أكثر أمريكيًا"، مشددًا على أن تصريح باراك يعد "أحدث تحذير، وهو بمثابة جرس إنذار"، ولا ينفصل عن الضغوط التي تتعرض لها إيران، "راعية سلاح حزب الله".
وكان باراك قدّم في يونيو/حزيران الماضي اقتراحًا للسلطات اللبنانية يتضمن نزع سلاح حزب الله، وإجراء إصلاحات اقتصادية لمساعدة البلاد على الخروج من أزمة مالية استمرت 6 سنوات، وتُعد من الأسوأ في التاريخ الحديث.
ويربط الاقتراح الأمريكي بين المساعدة في إعادة الإعمار ووقف عمليات الجيش الإسرائيلي، وبين نزع سلاح حزب الله بالكامل في جميع أنحاء البلاد.