قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إنّ تركيا رصدت تحركات في سوريا بعد الصراع الذي جرى بين العشائر والدروز بمحافظة السويداء، ما دفع أنقرة لإطلاق تحذير للأطراف الانفصالية، بحسب "الأناضول".
وخلال لقاء مع قناة "إن تي في" المحلية، أشار فيدان إلى أنّ تركيا حذرت من أنها ستتدخل لمنع تقسيم سوريا بعد رصدها لاستغلال مجموعات لما جرى في السويداء، مشدداً على أنه لا يجب لأي جهة أن تحمل السلاح خارج سلطة الدولة.
وأضاف فيدان أن تركيا بعثت الرسائل نفسها إلى إسرائيل عبر قنوات استخباراتية ومحادثات مع محاورين آخرين.
وفيما يتعلق بالاشتباكات الأخيرة في السويداء، قال فيدان: "نرى أن إسرائيل تعرقل جهود الحكومة المركزية للتدخل بشكل محايد في الصراع".
وأوضح فيدان أن الأطراف اجتمعت في العاصمة الأردنية الأسبوع الماضي وتوصلت إلى تفاهم، لكن فرعاً واحداً فقط من الدروز بدأ باستخدام لغة معادية تماماً للاتفاق والوفاق، وأن ذلك الطرف استخدم لغة مفادها أنهم "سيقاتلون بالسلاح لتحقيق درجة معينة من الاستقلال".
وقال فيدان: "كنا نرى دائمًا أن هناك جهات يمكن أن تستفيد من تقسيم سوريا، ومن عدم استقرارها، ومن عدم تعافيها، وأنهم يرغبون في أن تظل سوريا تتخبط في حفرة اليأس والإحباط والسلبية".
ولفت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صرح أنه ليس لديه رأي إيجابي للغاية بشأن استقرار سوريا.
وفيما يتعلق بتوقيع الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" مظلوم عبدي اتفاقاً لدمج القوات مع الدولة السورية، أكد وزير الخارجية التركي أن بلاده تنتظر تنفيذ الاتفاق.
وقال: "نريد أن يسير الأمر في أجواء إيجابية. نريد أن يخطو الأكراد خطوة نحو سوريا جديدة، يشعر فيها الجميع بالمساواة، دون سفك دماء أو معاناة، وتُصان فيها هويتهم وحقوقهم، خاصة فيما يتعلق بممتلكاتهم ومواطنتهم وثقافتهم".
وفيما يخص التعاون المحتمل بين تركيا وسوريا في مجال الدفاع، أوضح فيدان أن سوريا تحتاج إلى دعم ومساعدة فنية جدية في إعادة هيكلة مؤسسات الدولة الأساسية، خاصة القوات المسلحة.
وأشار إلى أنه من غير الممكن توفير الأمن والنظام والخدمات إذا لم تتم إعادة هيكلة مؤسسات الدولة في سوريا.
وتابع: "كما تحتاج القوات المسلحة إلى الوصول إلى مستوى معين من القدرة في مرحلة ما لحماية حدودها، ومحاربة داعش، ومكافحة الإرهاب، ومنع التهديدات الأخرى في المنطقة".
والأربعاء، أعلنت وزارة الدفاع التركية أن الإدارة السورية طلبت دعماً رسمياً من أنقرة لتعزيز قدراتها الدفاعية، ومكافحة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها "داعش".