دعت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس بلاسخارت، إلى تكثيف الحوار لتفادي تجدد التوترات العسكرية في الجنوب، محذّرة من أنّ شبح العودة إلى الأعمال العدائية لا يزال قائمًا.
ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن بلاسخارت قولها إنّ اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي دخل حيّز التنفيذ قبل عام، "أدى إلى تهدئة سريعة بعد شهرين من المواجهات المدمرة والمعاناة الإنسانية على جانبي الخط الأزرق"، مشيرة إلى أنّ هذا التفاهم "قدّم قدراً من الأمل ورفع سقف التوقعات بإمكانية التوصل إلى حلول أكثر استدامة وسط تحولات تشهدها المنطقة".
وأوضحت أنّ تعزيز وجود القوات المسلحة اللبنانية جنوب البلاد والقرارات الحكومية الأخيرة "شكّلا حجر الأساس لمسار نحو وضع طبيعي"، إلا أنّها اعتبرت أنّ حالة عدم اليقين لا تزال تخيّم على المشهد.
وقالت بلاسخارت: "بالنسبة لكثير من اللبنانيين، لا يزال الصراع مستمرًا، وإن بوتيرة أقل حدّة. ولا يحتاج المرء إلى بلورة سحرية ليدرك أنّ استمرار الوضع الراهن يعني بقاء خطر تجدد الأعمال العدائية قائمًا".
وشددت على أنّ اللحظة الحالية تمثل فرصة لا بد من اغتنامها من قبل الأطراف على جانبي الخط الأزرق، مؤكدة أن "الحوار والمفاوضات لن يحلّا كل القضايا، لكنهما يساعدان في بناء تفاهمات مشتركة حول الالتزامات المعلّقة، ويمهّدان الطريق للأمن والاستقرار اللذين يسعى إليهما الجميع".
واختتمت بلاسخارت تصريحاتها بالقول: "لقد حان وقت الحوار الآن. لا يوجد تحدٍ لا يمكن تجاوزه، والمستقبل المشرق لا يزال ممكنًا للجميع".
وتأتي هذه التصريحات بالتزامن مع الذكرى السنوية لبدء وقف الأعمال العدائية بين إسرائيل ولبنان في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2024.
ومنذ 28 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي وحتى 20 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، أسفرت الغارات الإسرائيلية عن مقتل 331 شخصًا وإصابة 945 آخرين، وفق أرقام وزارة الصحة العامة اللبنانية.