اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الإيراني الإصلاحي أحمد زيد آبادي، أن "حزب الله" اللبناني دخل مرحلة حرجة هي الأكثر تحدياً في تاريخه منذ تأسيسه، بعد اغتيال القائد البارز هيثم علي طباطبائي في ضاحية بيروت الجنوبية على يد إسرائيل.
وقال زيد آبادي في تحليل نشره عبر قناته في "تليغرام"، إن "حادثة اغتيال طباطبائي كشفت عن هشاشة التوازنات الإقليمية والسياسية الداخلية في لبنان، ووضع الحزب أمام خيارات صعبة قد تغيّر مسار معادلة الصراع مع تل أبيب".
وأشار إلى أن "حزب الله" مصرّ على عدم التخلي عن سلاحه في شمال نهر الليطاني، وفي الوقت نفسه يعمل على إعادة بناء قدراته العسكرية.
ويرى زيد آبادي أن حكومة بنيامين نتنياهو في إسرائيل مصممة على منع الحزب من استعادة قدرته، عبر استهداف قياداته وفرض ضغوط مستمرة لإجباره على التخلي عن سلاحه على كامل الأراضي اللبنانية.
وأضاف زيد آبادي أن الوضع الحالي يضع الطرفين في مرحلة المواجهة النهائية، وأن موقف الحكومة اللبنانية سيكون حاسماً في ما إذا كان الحزب سيواجه إسرائيل مباشرة أم يرضى بالاستمرار في ما وصفه بـ"الحرب الأحادية الجانب" التي تتعرض فيها قواته لهجمات إسرائيلية متكررة.
وأوضح أن الحكومة اللبنانية الحالية، على عكس سابقاتها، مصممة على نزع سلاح "حزب الله"، رغم إدانتهم للهجمات الإسرائيلية.
وأكد أن "حزب الله" يواجه الآن أصعب مرحلة في تاريخه، حيث فقد العديد من أبرز قياداته السياسية والعسكرية، بينما يعاني من ضعف دعم الدولة اللبنانية له، ما يجعل أي قرار بشأن الرد على إسرائيل محاطاً بمخاطر جسيمة.
ويطرح الخبير الإيراني أسئلة حاسمة بشأن اغتيال طباطبائي: هل سيدخل حزب الله في حرب مفتوحة مع إسرائيل؟ أم يواصل سياسة ضبط النفس رغم استمرار الهجمات؟ أم يوافق على اتفاقية تهدئة جديدة قد تتطلب تخلي الحزب عن سلاحه؟ كل هذه الخيارات تكلف الحزب ثمناً باهظاً.
يُذكر أن اغتيال القائد الطباطبائي يأتي في سياق استمرار إسرائيل في استهداف قادة "حزب الله" منذ توقيع الهدنة مع الحزب، وهو ما يعكس استراتيجيتها في محاولة إرغام الحزب على الاستسلام وإضعاف قدراته العسكرية.
ويشير مراقبون إلى أن رد الحزب، أو عدمه، سيحدد بشكل كبير مستقبل النزاع في لبنان والمنطقة، مع احتمال تصعيد واسع قد يمتد إلى جبهات أخرى في الشرق الأوسط.
