عاد "جيش سوريا الحرة" إلى الواجهة السياسية في سوريا، مؤكداً عدم وجود مشكلة لديه مع الإدارة السورية الجديدة.
وجاء ذلك عبر تصريحات أدلى بها قائده سالم تركي العنتري لمجلة "نيوزويك" الأمريكية، أوضح فيها أنه لم يتلقَّ دعوة لحضور اجتماع الفصائل الأخير، الذي عُقد بهدف دمجها في الجيش السوري الجديد.
ويعود تأسيس "جيش سوريا الحرة" إلى السنوات الأولى من الثورة السورية، حيث نشأ من مجموعة من الضباط والجنود المنشقين، وعُرف آنذاك باسم "جيش سوريا الجديد" أو "جيش مغاوير الثورة".
وكانت الولايات المتحدة قد أشرفت على تدريب جيش المغاوير خلال تلك المرحلة، لكنه تفكك عام 2016، ليُعاد تشكيله لاحقًا تحت مسمى "جيش سوريا الحرة" عام 2022، ويتمركز حاليًا في منطقة التنف بالقرب من القاعدة الأمريكية هناك.
محاولة لتعزيز النفوذ
ويرى المحلل السياسي مازن بلال أن هذا الفصيل لم يُثبت فاعليته في السابق، إذ فشل في التقدم من التنف إلى دير الزور، ويقول لـ "إرم نيوز" إن "جيش سوريا الحرة موجود في منطقة التنف تحت الحماية الأمريكية، وله اتصالات مع بعض الدول في الجنوب العربي"، وفق تعبيره.
ويعتبر بلال أن محاولة "جيش سوريا الحرة" دخول المشهد السياسي والمشاركة في بناء الجيش السوري الجديد تعكس التوازنات القائمة على الأرض، حيث تهدف هذه المحاولة إلى منع تركيا من الانفراد بالنفوذ داخل سوريا.
كما أن دعوة قائد "جيش سوريا الحرة" للقوات الأمريكية للبقاء في سوريا تتماشى مع الأدوار التي قد يُكلف بها في المرحلة المقبلة، إذ يوضح بلال أن "القوات الأمريكية باقية، سواء طُلب منها ذلك أم لا، فهي تسعى إلى حفظ التوازن وحماية قوات سوريا الديمقراطية (قسد)".
دور سياسي وعسكري
وبدوره، يرى المحلل السياسي عصام عزوز أن محاولة "جيش سوريا الحرة" الانخراط في المشهد السياسي والمشاركة في تشكيل الجيش السوري الجديد تعكس الصراع السياسي الحاصل في البلاد، حيث يتم العمل على إدخال تأثيرات دولية وإقليمية في المشروع السوري القادم.
ورغم أن التقديرات تشير إلى أن تعداد "جيش سوريا الحرة" لا يتجاوز بضع مئات من المقاتلين، إلا أن عزوز يؤكد أن الدعم الأمريكي سيكون العامل الحاسم في تعزيز دوره خلال الفترة القادمة.
وأضاف أن "القضية ليست في عدد المقاتلين، بل بنوعية السلاح، والتغطية الجوية، وحجم الدعم السياسي الذي تقدمه الولايات المتحدة، فهذه العوامل قادرة على منح أي فصيل دورًا مؤثرًا في المشهد العسكري والسياسي".
واقع متغير
وتشير مصادر ميدانية في دير الزور والبادية السورية، لـ "إرم نيوز", إلى أن "جيش سوريا الحرة" يُعد حاليًا كيانًا ضعيفًا ومشتتًا، ولولا تمركزه بالقرب من القاعدة الأمريكية في التنف، لكان قد تلاشى منذ زمن، وقد برزت هشاشته بوضوح خلال معاركه السابقة.
ومن جهته، يربط عزوز عودة "جيش سوريا الحرة" إلى الواجهة بالتطورات الأخيرة في شمال شرق سوريا، وبالمعارك الدائرة بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والجيش الوطني المدعوم من تركيا، قائلًا إن "التجاذبات السياسية والعسكرية في هذه المرحلة قوية، ومن المرجح أن يكون لـ'جيش سوريا الحرة' دور سياسي، وربما دور عسكري أيضًا".