logo
العالم العربي

تأخر القمة التونسية الجزائرية الليبية يثير تساؤلات حول جدوى التكتل

تأخر القمة التونسية الجزائرية الليبية يثير تساؤلات حول جدوى التكتل
المنفي وسعيد وتبون في آخر لقاء لقادة القمة الثلاثيةالمصدر: (أ ف ب)
25 أبريل 2025، 1:41 م

يثير الغموض المحيط بموعد القمة المغاربية الثلاثية بين تونس والجزائر وليبيا، والتي كان من المقرر عقدها في العاصمة الليبية طرابلس، الكثير من التساؤلات حول خلفيات التأجيل المتكرر، على الرغم من التصريحات المتكررة التي تؤكد أهمية وضرورة انعقادها.

وفي هذا السياق، أجرى وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف مؤخرًا زيارة إلى تونس، حيث التقى بعدد من المسؤولين، مجددًا التأكيد على حرص الجزائر على عقد القمة الثلاثية، إلا أن أي إعلان رسمي عن موعد انعقادها لا يزال غائبًا، ما يعمق حالة الغموض ويثير الجدل.

جدل وتساؤلات حول مغزى القمة

ومن جهته، اعتبر الدبلوماسي الليبي السابق، عثمان البدري، أن القمة الثلاثية المزمع عقدها في طرابلس تثير العديد من علامات الاستفهام، سواء من حيث الشكل أم المضمون. 

وفي تصريح لـ"إرم نيوز"، قال البدري: "بطبيعة الحال، عقد هذه القمة في طرابلس يطرح تساؤلات عدة، خاصةً في ظل غياب أي إطار مؤسسي فعال مثل اتحاد المغرب العربي، الذي يبدو غائبًا تمامًا عن المشهد في المرحلة الراهنة".

وأشار البدري إلى أن تأخر القمة وعدم تقديم توضيحات رسمية بشأن أسباب ذلك، يعكس – في رأيه – ضعفًا في التنسيق الفعّال بين الدول المغاربية، مشيرًا إلى التباينات الكبيرة في المواقف، لا سيما بين الجزائر والمغرب، والتي أثّرت سلبًا على إمكانات بلورة رؤية جماعية.

وأوضح أن "استبعاد المغرب وموريتانيا من هذه القمة يعكس توجهًا نحو حصر جدول أعمالها في قضايا تخص الدول الثلاث فقط – تونس، والجزائر، وليبيا – وهو ما يجعلها أقرب إلى اجتماع تنسيقي محدود، لا إلى مبادرة إقليمية شاملة".

وعلى الرغم من قلة الخلافات المباشرة بين الدول الثلاث، شدد البدري على أهمية تعزيز التنسيق الأمني والدبلوماسي، إضافة إلى تنشيط التعاون الاقتصادي، نظرًا للمصالح المشتركة والجوار الجغرافي الذي يربط بينها.

وأشار إلى أن "الهجرة غير النظامية تمثل أحد أبرز التهديدات الأمنية المشتركة، وهو ما يستوجب حسم الخلافات القائمة بشأن البيان الختامي، خاصة في ظل تقارب وجهات النظر في العديد من الملفات".

كما دعا البدري إلى ضرورة تفعيل دور اتحاد المغرب العربي وإعادة إحيائه، كإطار جامع لتوحيد جهود دول المنطقة.

غموض سياسي وأوضاع هشّة

وبدوره، رأى المحلل السياسي الجزائري، صابر البليدي، أن القمة المرتقبة لا يزال يلفها الغموض نتيجة سلسلة من التأجيلات التي ألقت بظلالها على مصير هذا التكتل الثلاثي الناشئ.

وأكد في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "التحفظات التي تبديها بعض الأطراف الإقليمية، مثل موريتانيا، والانتقادات القادمة من المغرب، تشكل عوائق أمام بلورة تكتل فعلي بديل عن اتحاد المغرب العربي".

وأضاف البليدي: "في تقديري، تكمن العقدة الأساسية في طرابلس، حيث تعاني الحكومة الليبية من هشاشة مؤسساتية، وتواجه ضغوطًا متزايدة، ما يصعب معه المضي قدمًا في استضافة فعالية إقليمية بهذا الحجم".

وأشار إلى أن المبادرة انطلقت أساسًا من الجزائر، التي كانت قد وجهت دعوة لعقد القمة على هامش قمة منتدى الدول المصدرة للغاز، التي احتضنتها في مارس 2024، تلتها قمة ثلاثية في تونس، إلا أن القمة الثالثة، المفترض عقدها في ليبيا، لا تزال غامضة المعالم.

وشدد البليدي على أن الاجتماعين السابقين لم يسفرا عن نتائج ملموسة، باستثناء اتفاق وحيد حول استكشاف واستغلال المياه الجوفية في المنطقة الحدودية المشتركة، فيما لم تُسجَّل أي خطوات تنفيذية على الأرض.

ورأى أن تأجيلات القمة لا تعود إلى وجود خلافات جوهرية بين الدول الثلاث، بل إلى طبيعة المبادرة ذاتها، التي لا ترقى لأن تكون بديلًا استراتيجيًا للتكتل المغاربي التقليدي، خصوصًا في ظل غياب آليات واضحة للتنفيذ والتنسيق، واستمرار الأوضاع السياسية المعقدة، خاصة في ليبيا التي تواجه أزمة مزدوجة أمنية وسياسية تجعل من الصعب الانخراط الفعلي في ترتيبات إقليمية مستقرة.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC