إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة تقتل 13 فلسطينيا خلال الساعات الأخيرة
يطرح الوجود الروسي في سوريا العديد من التساؤلات، خاصة بعد الرسالة التي بعث بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى القيادة السورية.
ويشير خبراء إلى أن "مسألة بقاء القواعد الروسية ليست مجرد قرار ثنائي بين موسكو ودمشق، بل ترتبط بتوازنات دولية معقدة تتداخل فيها مصالح عدة قوى، من بينها أوروبا، الولايات المتحدة، وتركيا".
والحديث عن تعزيز الوجود الروسي في سوريا يثير النقاش حول المكاسب التي قد تحصل عليها دمشق مقابل موافقتها على استمرار القواعد العسكرية.
في الوقت نفسه، تبدو روسيا مدفوعة بالحاجة إلى تثبيت وجودها اللوجستي في المنطقة، لكنها تدرك تحديات الأمن المحلي والمواقف الدولية المتباينة التي قد تعرقل هذه المساعي.
وقال المتخصص في شؤون الشرق الأوسط أندريه أونتيكوف، إن "مسألة القواعد العسكرية الروسية في سوريا محسومة، لكنها بحاجة إلى مزيد من النقاشات والمشاورات بين الطرفين الروسي والسوري، وإن سوريا ستحاول الحصول على العديد من المكاسب مقابل موافقتها على استمرار وجود تلك القواعد".
وأضاف لـ"إرم نيوز"، أن "روسيا تسعى للبقاء في سوريا، ولكن ليس عبر فرض شروط، بل من خلال المزيد من النقاشات حول الثمن الذي سيتم دفعه"، وفق تعبيره.
على المستوى الدولي، أشار أونتيكوف إلى أن هناك دولاً ترى أن الوجود العسكري الروسي في سوريا يتماشى مع مصالحها، في حين توجد دول أخرى تعارض هذا الوجود وتسعى للحد منه.
وأوضح أنه "في الأيام المقبلة قد نشهد العديد من الخطوات، سواء إيجابية أو سلبية، من قبل تلك الدول لتحقيق مصالحها في سوريا، مع إمكانية ممارسة ضغوط على السلطات السورية".
وفيما يتعلق بتطبيع العلاقات بين روسيا وسوريا، أشار إلى أن "هذه المسألة تبدو بعيدة عن الواقع، رغم أن روسيا تسعى للحفاظ على وجودها في سوريا".
ومن جانبه، قال مدير مركز "جي إس إم" للأبحاث والدراسات الدكتور آصف ملحم إن "هناك العديد من الدول التي تهتم بملف وجود القواعد الروسية في سوريا".
وأضاف ملحم لـ"إرم نيوز" أن "أوروبا، على سبيل المثال، تعارض وجود القواعد الروسية في سوريا، وتستطيع التأثير في هذا الملف عبر نفوذها كدول مانحة تقدم المساعدات لسوريا، وإسرائيل أيضاً لديها موقف خاص، إذ تنظر إلى المسألة من زاوية التنافس مع تركيا، وترى أن استمرار وجود القواعد الروسية قد يعزز نفوذها في سوريا".
وأشار إلى أن "تركيا، من جانبها، لا ترغب في بقاء القواعد الروسية، لأنها تسعى للاستئثار بكامل النفوذ في سوريا، لكنها غير قادرة على تحقيق ذلك بشكل كامل، أما الولايات المتحدة، فقد تتجنب التصعيد المباشر ضد القواعد الروسية، لكنها قد تلجأ إلى المساومات السياسية للحصول على مكاسب في مناطق أخرى".
وأوضح ملحم أن "سوريا رغم ضعف اقتصادها المدمر وعدم امتلاكها عناصر قوة كبيرة على الأرض، تبقى موافقتها على بقاء القواعد الروسية ضرورية".