قصر الإليزيه: ماكرون سيعين رئيس وزراء جديدا في الأيام المقبلة
نشرت منصة "إيكاد" صورا تُظهر أعمال تأهيل لمطار السارة العسكري الاستراتيجي الواقع في المثلث الحدودي بجنوب شرق ليبيا، والذي كان مهجورا لسنوات طويلة، متسائلة عما إذا أصبحت القاعدة القريبة من مناجم الذهب معقلا روسيًّا جديدا في أفريقيا.
وتقول المنصة إن التطورات اللوجستية الكبيرة وتوقيت هذه التغييرات تثير أسئلة بالغة الأهمية، عما إذا أصبح المطار معقلاً روسيًّا جديدًا في أفريقيا، أم أنه مجرد ورقة مساومة أخرى في اللعبة الاستراتيجية لروسيا، وهل قلصت روسيا وجودها في سوريا لتوسيع نفوذها في ليبيا؟
ويقع هذا المطار في قرية السارة بجنوب ليبيا، وهو قريب من منطقة كري بغدي، على الحدود بين تشاد وليبيا الغنية بالذهب، وتعتبر مطمعا للجميع.
مثلث استراتيجي
ويؤكد الخبير العسكري الليبي، عادل عبدالكافي أن هذه القاعدة تضم مطارا هاما كان مطمعا للقوى الأجنبية، وذلك لوجوده في منطقة "مثلث استراتيجي" مهمة تعتبر بوابة على كل أفريقيا.
وقال عبد الكافي لموقع "الحرة" إن الصور الملتقطة من الأقمار الصناعية التي يتم تداولها تؤكد أن القوات الروسية أصبحت تسيطر على هذا المطار العسكري الهام.
وأشار العميد عبدالكافي، المستشار العسكري السابق للجيش الليبي في غرب البلاد، إلى أن هذا المطار يقع في منطقة مثلث استراتيجي عند حدود ليبيا وتشاد والسودان، ويتسع لأكثر من 100 طائرة مقاتلة.
قاعدة عسكرية ليبية
وأردف أن مطار معطن السارة كان قاعدة للقوات الليبية، ولعب دورا هاما خلال الصراع التشادي الليبي في الثمانينيات من القرن الماضي، وفي الفترة التي تلت ذلك أصبح مهجورا لسنوات طويلة.
ويضم المطار عدة مدارج للطائرات العسكرية، ويمكنه خدمة عشرات الطائرات الحربية في الوقت ذاته، ومع ذلك تقوم روسيا حاليا بإعادة تأهيله وتوسيع المدارج، فيما تم رصد هبوط طائرة روسية من نوع "إليوشن" مؤخرا، والتي ضمت عددا من الخبراء الروس الذين يشرفون على تطوير المطار، بحسب عبدالكافي.
بوابة روسيا لأفريقيا
واعتبر عبدالكافي أن هذه القاعدة يمكن أن تصبح "بوابة روسيا لنقل الأسلحة والمقاتلين لكل أفريقيا وأن تدعم عملياتها هناك"، وفق تعبيره.
وحذر من أن روسيا ستستغل حالة الفراغ في أفريقيا، خاصة مع إلغاء عدد من الحكومات اتفاقياتها بشأن انتشار القوات الفرنسية أو الأمريكية في دولها.
موطن الذهب
ولم يستبعد عبدالكافي أن تستغل روسيا هذا المطار لنقل كميات من الذهب أو الموارد التي يتم تهريبها من دول أفريقية مجاورة، مشيرا إلى أن موسكو تتبع نوعا من السياسات الهجينة بدعم القوى المتنازعة، بهدف الحصول على موارد البلاد.
وتظهر التحركات الروسية في ليبيا أنها تريد استعادة نفوذها في القارة الأفريقية كلها والذي فقدته بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، وهو ما قد يجعل قاعدة معطن السارة الجوية الاستراتيجية بوابة لها.
وفي 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية بنقل رادارات وأنظمة دفاع جوي روسية من بينها "اس-300" و"اس-400" من سوريا إلى ليبيا، مستندة في ذلك إلى مسؤولين ليبيين وأمريكيين.