أكد الخبير الإسرائيلي في الشؤون اللبنانية، الميجور جنرال موشيه إيلاد، أن ميليشيا حزب الله اللبنانية خسرت 80% من سلاحها، وأن الجيش اللبناني يزبد سيطرته على المشهد، لكنه لايزال عاجزًا عن إغلاق الملفات الخطيرة من ناحية حزب الله.
وأضاف إيلاد، في تصريح لصحيفة معاريف العبرية، أن الدولة اللبنانية تستفيد من وقف إطلاق النار، وتتحرك نحو مرحلة سياسية جديدة دون الاعتماد على إيران، لكن هناك تساؤلات حول قدرتها على فرض التنفيذ الفعلي للاتفاق، وتفكيك حزب الله، وهو جسم عسكري وسياسي محصن يمثل المجتمع الشيعي في البلاد، بحسب تقديره.
وأشار إلى أنه خلال القتال، شنّت إسرائيل هجمات واسعة النطاق تهدف إلى تدمير البنية التحتية العسكرية والمدنية لحزب الله وتقويض قاعدته الداعمة.
وأوضح إيلاد أن من اللحظات المهمة اغتيال إسرائيل لزعيم حزب الله، حسن نصر الله، الذي يُعد شخصية رمزية واستراتيجية، ورمزًا لقوة الميليشيا، مؤكدًا أن موته أحدث صدمة عميقة لدى الشيعة في لبنان، الذين وجدوا أنفسهم في حالة من الضياع وعدم اليقين.
وعن الأضرار التي لحقت بميليشيا حزب الله، يقول إيلاد إن إسرائيل ألحقت الكثير من الأضرار بحزب الله، ومنها ما تعرضت له مؤسسة "القرض الحسن" والقنوات الإعلامية التابعة لها.
ووفق زعمه، أعلنت إسرائيل مرارًا أن هدفها هو "تحرير لبنان من نفوذ حزب الله وإيران"، لافتًا إلى أن إيران لم تساعد ميليشيتها، والتزم حلفاؤها المحليون الصمت أيضًا، ما قد يؤدي إلى انهيار الكتلة الشيعية في لبنان، التي استقرت منذ ثمانينيات القرن الماضي.
وبحسب تقديرات الخبير الإسرائيلي للوضع المدني في جنوبي لبنان، فإن الهجمات الإسرائيلية أدت إلى نزوح نحو 1.3 مليون نسمة، معظمهم من الشيعة، وتسببت بدمار واسع النطاق في جنوبي لبنان ووادي لبنان وضواحي بيروت.
ونتيجةً لذلك، وفق ترويج إيلاد، نشأت أزمة إنسانية حادة تكشف عن الضعف الهيكلي للدولة اللبنانية، التي يواجه العديد من النازحين فيها صعوبة في العودة إلى منازلهم المدمرة، وسط عجز الدولة عن مواجهة تحديات إعادة الإعمار حتى الآن، ومع تواصل الهجمات الإسرائيلية القوية حتى بعد ستة شهور من وقف إطلاق النار.
ورغم كل هذه الأزمات في المشهد اللبناني وفي حزب الله، حذر إيلاد من عدم القضاء نهائيًا على الميليشيا، إذ لا تزال مُحافظة على هيكلها التنظيمي، وحضورها البرلماني، ونفوذها الاجتماعي في المجتمع الشيعي، لكن الأضرار التي لحقت بها تسببت بتراجع حاد في مكانتها السياسية.
وفي هذا السياق، بات واضحًا أن هناك فرصة لتفكيك الهيكل العسكري لحزب الله تدريجيًا، لكن الحكومة اللبنانية حذرة للغاية من هذا التحول، بسبب التجارب السابقة، وفق إيلاد.
وأشار المحاضر في كلية الجليل الغربي إلى الدعوات المتزايدة بين كثيرين لنزع سلاح حزب الله ووقف مشاركته في الحروب الإقليمية، بحجة دعم غزة.
