إعلام سوري: انفجار سيارة في حلب وأنباء عن سقوط قتلى ومصابين

logo
العالم العربي

خبراء: تصريحات نعيم قاسم بداية نهاية "وحدة الساحات"

خبراء: تصريحات نعيم قاسم بداية نهاية "وحدة الساحات"
نعيم قاسم في كلمة سابقةالمصدر: رويترز
21 نوفمبر 2024، 3:28 م

حمّل الخطاب الأخير لأمين عام ميليشيا حزب الله نعيم قاسم، عدة رسائل سياسية للداخل اللبناني وللخارج، تمثل أبرزها بعدم التطرق لملف غزة إلا بإشارة متواضعة، مما يدل على قبوله بفك الارتباط الذي كان معمولًا به تحت شعار "وحدة الساحات"، بحسب خبراء. 

 وقال الخبراء، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إنه لطالما كانت مسألة "وحدة الساحات" التي أطلقتها التنظيمات الموالية للحرس الثوري الإيراني في دول "محور المقاومة"، لبنان وسوريا والعراق واليمن وغزة، تشكل صداعًا لإسرائيل من الناحيتين السياسية والأمنية، شأنها شأن بعض الدول الغربية المعنية بالملف الإيراني بشكل مباشر.

ومع تراجع ميليشيا حزب الله عن دعم غزة وحركة حماس، تثار التساؤلات حول مصير "وحدة الساحات"، والنفوذ الإيراني في المنطقة.

أخبار ذات علاقة

نعيم قاسم

نعيم قاسم يكشف "رؤية حزب الله" لليوم التالي للحرب

 

تحول بارز في سياسة حزب الله

وبهذا الصدد، يقول الباحث المتخصص بالشأن الإيراني، الدكتور فتحي السيد، إن كلمة نعيم قاسم الأخيرة، والتي جاءت بعد انتهاء المفاوضات مع المبعوث الأمريكي، أموس هوكستين، تعتبر تحولًا بارزًا في سياسة حزب الله، وبعيدة عن الخطاب الممتد منذ بدء الحرب في غزة.

وأضاف السيد، لـ"إرم نيوز"، أنه بعد أن كانت خطابات حزب الله تركز على غزة، وتأخذ حيزًا كبيرًا من الوقت، لم يتطرق قاسم هذه المرة إلى غزة ومعركة الإسناد إلا بجملة واحدة فقط، وهي: "يشرفنا أن نكون من القلة في دعم غزّة مع العراق واليمن وإيران بينما العالم كله يتفرج".

وتابع: "ركز قاسم في معظم خطابه عل المفاوضات والعمليات العسكرية الدائرة في جنوب لبنان، والأوضاع الداخلية للحزب".

وبحسب السيد، يلاحظ في خطاب قاسم الأخير غياب ذكر سوريا لدى الحديث عن دعم غزة، ما يدل على تفكك شعار "وحدة الساحات"، الذي كان أمين عام حزب الله السابق، حسن نصر الله، يشدد عليه في جميع خطاباته، وكان السبب الرئيسي لدخول حزب الله في معركة إسناد غزة، التي تطورت إلى حرب مباشرة مع إسرائيل.

ولفت إلى أن هذا التحول في المسار يترافق مع الأوضاع الحالية في غزة، وانكفاء الكفة لصالح إسرائيل بعد الخسائر الكبيرة التي منيت بها حركة حماس، حيث بات الأمر متروكًا في الوقت الحالي للوصول إلى تسوية أو حل سياسي مرتقب.

وأشار إلى غياب ربط المفاوضات مع حماس، وعدم ربط الملفين، بل إن التفاوض كان فقط حول حزب الله فقط، بالإضافة أيضًا الى غياب مسألة الرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بشكل نهائي، وهو ما يؤكد رضوخ حزب الله إلى فصل المسارات وتلافي "وحدة الساحات"، والعودة إلى الملف اللبناني حصرًا، وفق تعبيره.

وقال السيد، إن خطاب نعيم قاسم دليل على بروز قناعة لدى حزب الله بأن المرحلة المقبلة ستكون سياسية بامتياز، ليس فقط على الصعيد الخارجي، بل على الصعيد الداخلي أيضًا، خاصة ان أصوات معارضيه بدأت تتعالى لإيجاد حل نهائي لأزمة سلاح حزب الله، وقرار الحرب والسلم بشكل نهائي.

وأكد أن إصرار قاسم خلال خطابه على أنه لم يخضع للضغوط بسبب الأوضاع العسكرية الحالية، وأنه لا يستجيب لهذه الضغوط، يرجع لعدم القول إنه الخاسر والمستسلم، ولتوجيه رسالة إلى الداخل اللبناني تكون بمثابة تحذير بأن لا يتم استغلال الأوضاع القائمة للضغط السياسي عليه.

تغير الأوضاع الإقليمية

ومن جانبه، يرى المحلل السياسي، عبد النبي بكار، أن الأوضاع السياسية الإقليمية والدولية اليوم لم تعد نفسها كما كانت عليه بالأمس، وسياسة إيران اليوم غير سياسة إيران بالأمس، فإيران قامت خلال الفترة الأخيرة بجهود سياسية ودبلوماسية جبارة لتستطيع إحداث ثغرات تمكنها من العودة إلى الساحتين الإقليمية والدولية بعد فترة من العداء والجفاء مع معظم الدول، واستطاعت استرجاع العلاقات مع دول الخليج بعد قطيعة طويلة، بالإضافة الى إعادة الاتصال مع الجانب الأمريكي بشكل واضح.

ويضيف بكار، لـ"إرم نيوز"، أن التحول بالسياسة الإيرانية ينبئ بشكل واضح إلى تفكيك محور المقاومة، مما انعكس على خطاب نعيم قاسم الأخير، وقبوله بتنفيذ القرار 1701، وورقة التفاهم الأمريكية، التي قال عنها قاسم إن الحزب اطّلع عليها وأبدى ملاحظات عليها.

ويتابع: "الأصح القول إن الحزب قبل بفك الارتباط مع جبهة غزة، باعتبار أنه ليس قرارًا حزبيًّا على الإطلاق، وإن حاول قاسم الإيحاء بغير هذا، فالقرار كان قرارًا إيرانيًّا صرفًا، إذ إن العقيدة الأساسية للحرس الثوري وأذرعه تتمثل بالخضوع التام لأوامر ولي الفقيه الذي يتحكم بالأذرع وسياساتها وقراراتها".

أخبار ذات علاقة

نعيم قاسم

ما رسائل نعيم قاسم في كلمته "المتأخرة"؟

 ويشير بكار إلى أنه بالعودة إلى خطاب نعيم قاسم الأخير، فقد كان واضحًا الحرص على الظهور كمنتصر، رغم الخسائر التي يمنى بها حزب الله، والتي تترافق مع دخول القوات الإسرائيلية إلى الأراضي اللبنانية.

ويوضح أنه رغم تأكيد قاسم على أن هذا الدخول ليس معيارًا للربح أو الخسارة، بل كان مقصودًا من قبل حزب الله لجر إسرائيل إلى المواجهات المباشرة، إلا أن الهدف من هذا القول يتمثل بالحفاظ على هيبته وصورته خلال المرحلة السياسية المقبلة في لبنان، بالإضافة إلى استعادة الروح المعنوية لقاعدته الشعبية التي تعاني من النزوح وهدم المنازل ومسح العديد من القرى والبلدات.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC