استجوبت الشرطة البلجيكية إسرائيليَين بعد أن قدمت منظمات غير حكومية بحقهما شكوى تتهمهما بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة.
وأشارت النيابة الفدرالية في بلجيكا إلى أنها تنظر في شكويين "حول انتهاكات جسيمة للقانون الدولي ارتُكبت في قطاع غزة"، تتعلق بجنديين إسرائيليين مفترضين كانا في بلجيكا نهاية هذا الأسبوع لحضور مهرجان "تومورولاند"، أحد أكبر مهرجانات الموسيقى الإلكترونية في العالم.
ونجحت مؤسسة "هند رجب" الاجتماعية، أخيرًا، في إسقاط جنديين إسرائيليين من المتهمين بارتكاب جرائم حرب في غزة، بعد شهور طويلة من مطاردتهم حول العالم، من أوروبا إلى آسيا وأمريكا اللاتينية، وفق ما كشفت عنه وسائل إعلام عبرية.
وذكرت المؤسسة، التي تركز على النشاط القانوني ضد جنود الجيش الإسرائيلي، اليوم الاثنين، أن السلطات في بلجيكا احتجزت جنديين إسرائيليين للاستجواب، في أعقاب شكوى قانونية قدمت ضدهما بتهمة "التورط بجرائم حرب في غزة".
ووفقًا للتقرير في موقع "واللا" العبري، تم احتجاز الجنديين بالفعل واستُجوبا ثم أُطلق سراحهما.
ومع ذلك، تُشيد المؤسسة بهذه الخطوة كإنجازٍ كبير، وتقول إنها "قد تُصبح نقطة تحول" في ما تُسميه "السعي العالمي لتحقيق العدالة والمساءلة".
ووفقًا لشكوى المؤسسة، التي تلاحق جنود الجيش الإسرائيلي حول العالم في سياق حرب "السيوف الحديدية"، فإن الجنديين "مسؤولان عن جرائم دولية خطيرة، بما في ذلك جرائم حرب وإبادة جماعية ارتُكبت في قطاع غزة".
وبحسب المنظمة، فإن الجنديين موجودان حاليًا على الأراضي البلجيكية.
وقدمت المؤسسة، بالتعاون مع منظمة GLAN البريطانية، شكاوى قانونية عاجلة إلى المدعي العام الفيدرالي في بلجيكا، مطالبة بالقبض على الجنديين ومحاكمتهما على الفور، وفقًا لقوانين الولاية القضائية العالمية في بلجيكا.
وبحسب "واللا"، تعمل منظمة GLAN بالتعاون مع هيئات معادية لإسرائيل في الساحة القانونية الدولية، وكانت وراء التماس إلى المحكمة العليا في إنجلترا لتجميد تصاريح تصدير الأسلحة من بريطانيا إلى إسرائيل.
وجاء في بيان المؤسسة: "هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اعتقال جنود إسرائيليين واستجوابهم رسميًا على الأراضي الأوروبية بسبب تورطهم في "جرائم في غزة"، وهذه لحظة تشير إلى أن بلجيكا تفي بالتزاماتها القانونية وفقًا لمبادئ الولاية القضائية العالمية".
وأضاف أن هذه الخطوة "تبعث رسالة واضحة: يجب الرد على الأدلة الموثوقة على الجرائم الدولية برد قانوني، لا بلامبالاة سياسية، كما فعلت بعض الدول التي قلقت من رد الفعل الإسرائيلي".
وتابع البيان: "لا ندّعي أن العدالة قد تحققت، لكننا نعتقد أن شيئًا مهمًا قد بدأ".
وناشدت المؤسسة السلطات البلجيكية مواصلة التحقيق "بشكل كامل ومستقل"، وأعلنت أنها ستواصل مواكبة الإجراءات والقتال، على حد قولها، "من أجل ضحايا الصراع في غزة".