logo
العالم العربي

تحذيرات فلسطينية من الخطة الأمريكية لتوزيع المساعدات في غزة

تحذيرات فلسطينية من الخطة الأمريكية لتوزيع المساعدات في غزة
غزيون يتسابقون على المساعداتالمصدر: الاناضول
26 مايو 2025، 7:32 ص

تثير الخطة الأمريكية لتوزيع المساعدات لسكان قطاع غزة مخاوف الفلسطينيين، خاصة أنها تقوم على أساس انتقالهم إلى مناطق عسكرية وأمنية لاستلام المساعدات، وسط مخاوف من إمكانية تعرضهم للاعتقال أو القتل.

وإلى جانب المخاوف الفلسطينية، تثير هذه الخطة خلافات عميقة داخل المؤسسات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، خاصة أنها تطالب سكان القطاع السير لمسافات طويلة لمراكز التوزيع لحمل الطرود الغذائية بضع مرات أسبوعيًّا.

أخبار ذات علاقة

تفاقم المعاناة الإنسانية في غزة

"إغاثة غزة" تبدأ اليوم توزيع المساعدات داخل القطاع

 ووفق صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، فإن الآلية الأمريكية لتوزيع المساعدات لن تبدأ العمل في موعدها، وذلك بسبب عدم ترتيب الشركة الأمريكية لأمورها والتأخير في الاستعدادات اللوجستية؛ ما يؤكد عدم وضوح الرؤية الأمريكية والإسرائيلية لتزويد السكان بالمساعدات.

وقال محمد أبو الجديان، أحد سكان القطاع، إن "آلية توزيع المساعدات هي خطة لتهجير سكان القطاع، والسيطرة على غزة أمنيًّا وعسكريًّا بأقل الخسائر الممكنة"، مشيرًا إلى أن جميع السكان لديهم مخاوف من الاعتقال أو القتل خلال تلقي المساعدات.

وأوضح أبو الجديان، لـ"إرم نيوز"، إن "السكان في هذه الحالة بين نارين، أولاهما المخاوف من القائمين على الآلية، والأخرى المخاوف المتعلقة بالعصابات المسلحة وقطاع الطرق الذين يمكن أن يهاجموا ممثلي العائلات الذين يحصلون على المساعدات من الشركة الأمريكية".

وأضاف "يبدو أن الآلية الأمريكية تعتمد بشكل أساس على شركات أمنية، ومن الواضح أنها ستعمل على تنفيذ أجندة ومخططات الحكومة الإسرائيلية، خاصة ما يتعلق بتهجير الفلسطينيين لخارج القطاع، وهو ما يظهر بوضع ثلاثة مراكز توزيع بالقرب من مدينة رفح جنوبًا".

وتابع "يجب أن نعمل على إفشال هذه الخطة، والتي ستكون المدخل لوقف الحرب في غزة، ومن الضروري أن يرفض الفلسطينيون التوجه لاستلام الطعام، رغم الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها القطاع".

وقال الناشط الشبابي، محمود الشرقاوي، إن "خطة تسليم المساعدات الأمريكية يجب أن تفشل، مهما كان الثمن بالنسبة لسكان القطاع، رغم الاحتياج الشديد للطعام"، مرجحًا أن تكون الآلية ذات أثر كبير في مزيد من التجويع.

وأوضح الشرقاوي، لـ"إرم نيوز"، أن "الخطة ستخلق فرص حياة لنجاح مخطط التهجير، وتفريغ قطاع غزة من سكانه"، متابعًا "لا سبيل لإسقاط خطة التهجير إلا بإسقاط الخطة الجديدة وإعادة إحياء الوعي الفلسطيني بمخاطرها".

وزاد "نحن أمام تحد كبير يتمثل بإسقاط المخطط الأمريكي الإسرائيلي والذي لن يكون إلا بوعي سكان غزة، وإصرارهم على رفض الحصول على مساعدات قد تكون سببًا في معاناتهم لسنوات طويلة، وقد تؤدي لمقتل وفقدان عدد كبير منهم، وتهجيرهم أيضًا".

واستكمل "الصمود أمام الوضع الحالي ورفض التعاطي مع المخطط سيكون سببًا في فشل التجربة وانهيار كل أهداف إسرائيل"، مؤكدًا ضرورة أن تكون السلطة الفلسطينية هي الجهة التي تدير قطاع غزة وتتولى نقل المساعدات للسكان.

لا معايير دولية

وقال عضو المجلس الوطني الفلسطيني، وليد العوض، إن "استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة يشكل عبئًا على الولايات المتحدة، خاصة مع تزايد الانتقادات الدولية، كما أن معظم الضحايا من المدنيين والنساء والأطفال.

وأوضح العوض، لـ"إرم نيوز"، أن "حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة تأخذ أبعادًا تجويعية وتدميرية؛ ما دفع الإدارة الأمريكية للبحث عن طريقة لتقديم المساعدات الإغاثية للسكان"، مشيرًا إلى أن ذلك في إطار محاولات تهجير السكان.

وأشار إلى أن "مثل هذه الخطة تأتي كبديل لفكرة الميناء العائم الذي فشلت الولايات المتحدة في تنفيذه بغزة، والذي كان سيفتح طريق التهجير للسكان"، مشيرًا إلى أن الآلية الجديدة تفتقر للمعايير الدولية المتعلقة بالإغاثة بأوقات الحروب.

واستطرد "هذه الآلية لقيت رفضًا من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، كونها مخالفة للمعايير الدولية، ولأنها تضع الملف الإغاثي بيد إسرائيل المسؤولة عن تردي الأوضاع بغزة"، مشددًا على أن الخطة تهدف لإيجاد مبرر للعملية العسكرية الإسرائيلية بغزة.

وختم "من الناحية العملية سيكون من الصعب على السكان التعامل مع هذه الآلية بما تحمله من مخاطر على أرواحهم، ودفعهم للتهجير القسري"، محذرًا من خطورة استمرار الأوضاع في قطاع غزة على ما هي عليه بالوقت الحالي.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC