logo
العالم العربي

يتنازعان على النفوذ في طرابلس.. ما هما "اللواء 444" و"جهاز الردع"؟

يتنازعان على النفوذ في طرابلس.. ما هما "اللواء 444" و"جهاز الردع"؟
مقر جهاز الدعم في طرابلسالمصدر: إكس
14 مايو 2025، 11:55 ص

تشهد العاصمة الليبية، طرابلس، منذ يومين قتالاً ضارياً بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، بين قوات "اللواء 444" و"جهاز الردع"، وهو فصل متجدد من الصراع بين المكوّنين اللذين تنقّلا بين حالتي "الصداقة" و"العداء".

وليل الاثنين، بعد مقتل قائد جهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي، عبد الغني الككلي، المعروف باسم "غنيوة"، داخل مقر "اللواء 444 قتال" التابعة لمنطقة طرابلس العسكرية، شهدت العاصمة توتراً أمنياً بالغاً، وحُوّلت بسبب رحلات جوية، كما رُفعت حالة التأهب في المستشفيات، فيما ساد قلق كبير بعد أنباء عن فرار سجناء من سجن الجديدة في العاصمة.

وخاض التشكيلان العسكريان "اللواء 444 قتال" التابع لحكومة "الوحدة الوطنية المؤقتة" بقيادة محمود حمزة، وقوات "جهاز الردع" بإمرة عبدالرؤوف كارة ومقرها قاعدة معيتيقة، جولات عديدة من النزاعات المسلحة، كان بعضها ينتهي بالتصالح العلني، كما حدث في مايو/أيار 2024.

والغريب، أن "اللواء 444 قتال"، وُلد من  رحم كتيبة "الردع الخاصة"، حيث برزت سرية تحمل اسم "20:20" بقيادة العقيد محمود حمزة، خلال حرب 2019، وكانت إحدى سرايا النخبة في كتيبة الردع حينها، ومنحها المجلس الرئاسي صفة مستقلة، وأعلنها لواء رسمياً يتبع لوزارة الدفاع، وأوكل إليه مهمتي التمركز وتأمين بعض المعسكرات المهمة، جنوبي العاصمة طرابلس

جهاز الردع.. صيت القوة

أنشئ هذا الجهاز بعد عام واحد على سقوط نظام الرئيس السابق معمر القذافي عام 2012، وكان حينها سرية تتبع المجلس العسكري ببلدية سوق الجمعة في العاصمة طرابلس، قبل أن يصبح قوة باسم "قوة الردع الخاصة" تتبع وزارة الداخلية بقيادة الملازم عبد الرؤوف كارة، وهو من أصحاب التوجه السلفي.

ذاع صيت القوة من سيطرتها على مطار معيتيقة، في العاصمة طرابلس، والذي أصبح المطار الرئيسي في العاصمة بعد حرق مطار طرابلس الدولي عام 2014، إضافة إلى سيطرتها على سجن معيتيقة، الذي يضم نزلاء بارزين من رموز النظام السابق، وعدداً من قيادات تنظيم داعش.

في 2018، تم حلها وإعادة تشكيلها من قبل "حكومة الوفاق الوطني"، ما أكسبها ثقلاً كبيراً مع منحها اسم "جهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة" وموازنة مالية مستقلة، وصلاحيات أوسع للقبض والتحري، وتنفيذ أوامر النائب العام، لتصبح فيما بعد أقوى الجهات الأمنية وأكثرها نفوذاً في العاصمة طرابلس.

اللواء 444 قتال.. نفوذ

بعد خروجه من "قوة الردع"، أسس محمود حمزة كتيبة "20:20" التي عرفت لاحقاً بـ"اللواء 444 قتال"، ومقرّها معيتيقة، لتتبع رئاسة الأركان التابعة بدورها لحكومة الوحدة الوطنية في الغرب الليبي.

أخبار ذات علاقة

قوات الأمن تتمركز عند نقطة تفتيش في طرابلس

حكومة الدبيبة تعلن وقف إطلاق النار في طرابلس

 أصبح اللواء في وقت قصير من أقوى المجموعات المسلحة في العاصمة طرابلس، بسيطرته على مناطق واسعة في غرب ليب، واتسع نفوذ اللواء أكثر، خصوصاً في الضواحي الجنوبية للعاصمة طرابلس أو في مدن ذات أهمية خاصة مثل بني وليد وترهونة، ومن خلال ملاحقة شبكات الاتجار بالبشر والتهريب والإرهاب والتدخل لوقف الاشتباكات التي عادة ما تندلع بين بعض الميليشيات في مدن الغرب الليبي.

هشاشة

خاض التشكيلان، وهما من أكبر الكتائب داخل طرابلس، جولات عديدة من المواجهات المسلحة، يحيلها مراقبون إلى "هشاشة" الحكومة، مع غياب قوة ميدانية أو جيش "حقيقي" قادر على فرض الأمن وإنهاء النزاعات "الميليشاوية".

ويعد استعراض القوة من أبرز أسباب الصراع بين التشكيلين، خصوصاً مع تنامي نفوذ "اللواء 444 قتال"، الذي اكتسب قوة ضاربة، وخرّج دفعات جديدة من منتسبيه جعلته القوة الأكثر عدداً وعتاداً، وهو ما تسبب بالتصادم مع جهاز الردع الذي لا يقل قوة ونفوذاً مع سيطرته على مؤسسات حيوية عدة، مثل مصرف ليبيا المركزي، والمؤسسة الوطنية للنفط، ومبنى الإذاعة والتلفزيون بزاوية الدهماني، ووزارة الخارجية، وجامعة طرابلس، إضافة إلى عدة وزارات ومؤسسات حكومية أخرى.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC