كشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، نقلًا عن مصادر أمنية، أن القوات الخاصة البريطانية نفذت عملية سرية دقيقة أسفرت عن مقتل أبرز صانع قنابل في تنظيم "داعش" بسوريا، وذلك قبيل زيارة وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، إلى البلاد.
ووفقًا للمصادر، استهدفت العملية أبو حسن الجزراوي، الذي يُعتقد أنه العقل المدبر لهجمات "ماد ماكس" الانتحارية باستخدام شاحنات مفخخة ضد القوات الغربية، كما يُشتبه في ضلوعه في محاولة تفجير فاشلة استهدفت مرقد السيدة زينب الشيعي في دمشق خلال مارس/آذار الماضي، فضلاً عن تخطيطه لهجمات جديدة في المنطقة.
وتم تنفيذ العملية في 10 يونيو/حزيران الماضي، حيث أطلقت طائرة مسيّرة من طراز ريبر MQ-9 صاروخًا من نوع هيلفاير استهدف الجزراوي أثناء تنقله على دراجته النارية قرب مدينة حلب، غرب سوريا.
وأضافت الصحيفة أن تنفيذ العملية جاء ضمن إطار عملية "شادر"، وهي التسمية الرسمية لمشاركة المملكة المتحدة في الحرب ضد تنظيم "داعش"، حيث تُفوّض القرارات المتعلقة بالاستهدافات عالية المستوى إلى القادة العسكريين، وليس إلى مكتب رئيس الوزراء، بحسب ما أوضح مصدر حكومي.
وبعد ثلاثة أسابيع من العملية، أصبح ديفيد لامي أول وزير خارجية بريطاني يزور سوريا منذ 14 عامًا، حيث أعلن عن حزمة مساعدات بقيمة 94.5 مليون جنيه إسترليني مخصصة لدعم الحكومة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع.
وقال مصدر استخباراتي رفيع للصحيفة: "بمقتل الجزراوي، أصبحت البلاد أكثر أمانًا. أي تهديد يستهدف وزير الخارجية كان سيُعد تهديدًا موجّهًا إلى بريطانيا كلها".
وبحسب التقرير، كان الجزراوي على صلة بأبي حفص الهاشمي القرشي، زعيم التنظيم في سوريا، وقد استخدم عدة أسماء مستعارة أثناء تنفيذه وتخطيطه لهجمات إرهابية.
وأشار التقرير إلى أن الجزراوي هو من طوّر فكرة شاحنات "ماد ماكس" المفخخة، التي جرى تدريعها بصفائح فولاذية على طريقة أفلام الأكشن، واستخدمت خلال معركة الموصل عام 2017 ضد القوات الأمريكية والعراقية.
كما يُعتقد أنه كان العقل المدبر وراء تفجير كنيسة القديس إلياس في دمشق خلال يونيو/حزيران الماضي، وهو الهجوم الذي أسفر عن مقتل 25 مصليًا.
وفي هذا السياق، صرّح مصدر عسكري بأن "لا مؤشرات على أن الإرهابيين كانوا على علم مسبق بزيارة الوزير، رغم أنها كانت مرتبة منذ أسابيع، ما يجعل احتمال تسريبها واردًا"، مضيفًا: "استهداف الجزراوي جاء كإجراء استباقي استراتيجي لحماية حلفائنا وإحباط أي مخطط هجومي محتمل خلال زيارة وزير الخارجية".
وخلال زيارته، قال ديفيد لامي: "هناك أمل جديد يتجدد للشعب السوري، ومن مصلحتنا دعم الحكومة الجديدة لتحقيق التزاماتها ببناء مستقبل أكثر استقرارًا وأمنًا وازدهارًا لجميع السوريين".
واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن أولى طائرات ريبر MQ-9 المُسيّرة البريطانية دخلت الخدمة في سماء ولاية هلمند بأفغانستان عام 2008، وكانت تُدار حينها من قاعدة كريتش الجوية في نيفادا الأمريكية، قبل أن تنتقل السيطرة عليها إلى السرب الثالث عشر التابع لسلاح الجو الملكي البريطاني في قاعدة وادينجتون الجوية بمقاطعة لينكولنشاير.
وتتميز طائرة ريبر بقدرتها العالية على تنفيذ الضربات الدقيقة، حيث يُمكنها حمل ثمانية صواريخ "هيلفاير" موجهة بالليزر، ويبلغ مدى الاستهداف بها 12 ألف ياردة.