logo
العالم العربي

نقل الحرب إلى حزبه.. نتنياهو ينفذ حملة لإقصاء خصومه في الليكود

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهوالمصدر: رويترز

يخطط رئيس الوزراء الإسرائيلي، زعيم حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، لتنفيذ حملة لإقصاء خصومه السياسيين والشخصيين على حد سواء من داخل الحزب، قبل مفترق سياسي حاسم في حياة أبرز زعماء إسرائيل. 

أخبار ذات علاقة

نتنياهو وكاتس

بعد أزمته مع كاتس.. تجدد صراع "الليكود" لخلافة نتنياهو

تشمل الإقصاءات التي يستعد لها نتنياهو، شخصيتين من بين الأقوى في الحزب هما مراقب الحزب شاي غليلي، ورئيس هيئة القضاء داخل الحزب ميخائيل كلاينر، إضافة إلى إغلاق ملفات مع شخصيات أخرى مثل وزير الدفاع السابق يوآف غالانت.

وترتبط التغييرات التي يريدها نتنياهو في الليكود، بقضايا رئيسية أبرزها الموقف من قضية العفو الذي طلب نتنياهو الحصول عليه، وكذلك الموقف من قضية تحقيق لجنة رسمية في قضية هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول عام 2023 الذي نفذته حماس.

فرصة للهيمنة

ويرى الخبير في الشؤون الإسرائيلية فراس ياغي، أن نتنياهو يجد الآن فرصة سانحة للهيمنة على الحزب بشكل كامل، وإقصاء كل الأصوات المعارضة بغض النظر عن مدى تأثيرها وقوتها.

وقال ياغي لـ"إرم نيوز": "نتنياهو يريد التخلص من شخصيتي مراقب الحزب، ورئيس هيئة القضاء داخله، وسيحاول تغيير الشخصين بآخرين موالين له حتى يستطيع أن يهيمن بشكل كامل على الحزب".

وأضاف: "نتنياهو شخصية قوية سياسيًّا خاصة بعد انتخابه في مؤتمر الليكود كزعيم أوحد له، ومما نلاحظ نجد أنه يستطيع تحقيق ما يريده سواء داخل الحزب أو خارجه"، مشيرًا إلى أن المرحلة السابقة برهنت على ذلك.

وتابع: "لم يستطع أحد في الحزب سابقًا أن يدافع عن عضو الليكود ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، وكذلك يولي ادلشتاين رئيس لجنة الخارجية والأمن بسبب معارضته قانون التجنيد".

وقال إن "نتنياهو معتاد على أن يقود بشكل فردي، ويتحرك بدافعين، الأول يتعلق بالواقع السياسي في داخل البلاد، والثاني الاعتبارات الشخصية تجاه من يعارضونه داخل الحزب، خاصة تصريحات غالانت الأخيرة حول رفض حصول نتنياهو على العفو".

وحول ما إذا كانت هذه التحركات مرتبطة بقضية طلب حصوله على العفو، وإمكانية أن يحل شخص آخر ذو تأثير في الحزب قال ياغي إن "نتنياهو لن يعتزل السياسة ولن يوافق على العفو مقابل اعتزال السياسة".

وأضاف: "قد يذهب الرئيس الإسرائيلي للعفو عن نتنياهو مقابل الانتخابات المبكرة نتيجة الضغط الأمريكي، وهو أقصى ما يمكن أن يقبل به نتنياهو".

وأشار إلى أن الرئيس الإسرائيلي وكذلك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يريدان بقاء نتنياهو، لكن ترامب يريد فقط تحريره من شريكيه المتطرفين بتسلئيل سموتريتش، وإيتمار بن غفير.

وأوضح أن "نتنياهو لا يستطيع تنفيذ المطلوب منه أمريكيًّا نتيجة الحكومة الحالية، لكنه أقوى شخصية في إسرائيل وهو يراهن على الدعم الأمريكي من ترامب".

وقال إن نتنياهو "يريد العفو مقابل ما يطلق عليه لم الشمل الإسرائيلي وإنهاء الانقسام في إسرائيل، وليس مقابل خروجه من الحياة السياسية".

 وأشار إلى أن ما يقلق نتنياهو بشكل كبير هو لجنة التحقيق الرسمية التي طالب بها رئيس الأركان إيال زامير، باعتبار أن الجيش الإسرائيلي ليس المسؤول الوحيد عن فشل السابع من أكتوبر.

وأضاف: "نتنياهو لا يريد أن تتشكل هذه اللجنة لأنها ستقصيه من كل شيء باعتبار أنه صاحب فكرة احتواء حماس، واعتبارها كنزًا لإسرائيل لأنها تبقي على الانقسام الفلسطيني وتنهي مفهوم الدولة، وإذا ما تم إقرار اللجنة الرسمية فإنها ستحمّل نتنياهو مسؤولية كبيرة عن الهجوم". 

أخبار ذات علاقة

لقاء سابق بين الرئيس إسحاق هرتسوغ ونتنياهو

انقسام داخل "الليكود".. أعضاء في الحزب الحاكم يعارضون طلب نتنياهو "العفو"

 

الحاكم المطلق

ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور، أن نتنياهو يسعى لتكريس صورة زعامته المطلقة لحزب الليكود، مستغلًّا عدة عوامل تراكمت خلال الأعوام الأخيرة.

وقال منصور لـ"إرم نيوز": "واضح أن حزب الليكود يشهد تحولات جذرية تتناسب بشكل طردي مع التحولات التي يشهدها المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين".

وأضاف: "اليوم حزب الليكود تحول من حزب ليبرالي يميني رسمي إلى حزب كاهاني فيه تمثيل واسع للمستوطنين والمتطرفين والمتدينين وعبروا عن هذا التمثيل عبر مرشحيهم في الكنيست".

وتابع منصور: "الآن نتنياهو يحاول أن يستفيد من هذا الجو من أجل تكريس زعامته كونه الزعيم اليميني الأبرز والزعيم المطلق لليكود، وترشيح نتنياهو لرئاسة الحزب ومن دون منافس ودون انتخابات يؤكد أنه أصبح الحاكم المطلق لحزب الليكود". 

أخبار ذات علاقة

عاميت هاليفي

قيادي بالليكود: ويتكوف وكوشنر يدفعان إسرائيل إلى "أبواب جهنم‎"

وأوضح أن "الجدل الداخلي في الحزب والمنافسة غابا تمامًا، وهذا الوضع يخدم نتنياهو الذي يغذيه بالصراعات التي يذكيها كل فترة وأخرى مع اليسار ومع الوسط وعلى قضايا شعبوية".

وبحسب منصور، فإن "لا أحد، لا غالانت ولا غيره، لديه فرصة في منافسة نتنياهو على زعامة الليكود، والاستطلاعات الداخلية والانتخابات للجنة الليكود أظهرت أن مقربيه والأكثر ولاءً له والأكثر تطرفًا هم من احتلوا المراكز الأساسية في الحزب، ومن عارضوه تراجعوا".

وقال: "نتنياهو متمسك بالسلطة ومتمسك بالحكم ويعرف أن سيطرته على حزب الليكود هي مدخله ورافعته الأساسية للبقاء في الحكم، وبالتالي فهو يسعى للسيطرة بشكل كلي على الليكود وإحكام قبضته عليه".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC