رجّحت تقارير إعلامية أن تكون إسرائيل قد استخدمت صاروخا من نوع "سبيس 2000" في الغارة التي شنتها، أمس الثلاثاء، على منطقة الشياح-الغبيري في ضاحية بيروت الجنوبية.
وفي مشهد صادم ومثير، وثّق مقطع فيديو لحظة سقوط بناية سكنية مكونة من 11 طابقًا خلال ثوانٍ معدودة، في منطقة الشياح- الغبيري، جراء الغارة الإسرئيلية.
ويظهر الفيديو، الذي نشرته وكالة "فرانس برس" ونشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي، سقوط البناية في لحظات، ما تسبّب في تصاعد سحابة كثيفة من الغبار.
وكان الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، قد نشر عبر منصة "إكس"، تحذيرًا باللغة العربية طالب فيه الناس في مبنيين وفي محيطهما على مشارف ضاحية بيروت الجنوبية بضرورة إخلاء المنطقة، وذلك قبل الغارة بنحو 40 دقيقة.
ولم يوضح أدرعي سبب استهداف تلك المباني، باستثناء القول إنها كانت قريبة من "مصالح ومنشآت" مرتبطة بميليشيا حزب الله.
وقبل دقائق من سقوط الصاروخ، أطلقت قذيفتان أصغر حجمًا على سطح البناية، فيما يشار إليه عادة باسم الضربات التحذيرية، التي سبق وأن تم اتباعها في قطاع غزة، بحسب "أسوشييتد برس".
وصاروخ "سبيس 2000" من إنتاج شركة "رافائيل" الإسرائيلية، وهو واحد من عائلة قنابل ذكية (جو - أرض) تشمل "سبيس 1000" و"سبيس 250".
ووفق موقع الشركة الإسرائيلية، فإن هذا الصاروخ هو من نظام توجيه متطور للقنابل العامة والاختراقية من فئة 2000 رطل، ويتيح تحويل هذه القنابل إلى أسلحة دقيقة التوجيه قادرة على ضرب الأهداف بدقة عالية وفي بيئات معقدة ومحرومة من نظام (GPS).
وقال الموقع إن "سبيس 2000" يتمتع باستقلالية تامة، حيث يقوم باستهداف الأهداف بشكل مستقل تمامًا بعد الإطلاق، ويصل مداه التكتيكي إلى 60 كيلومترًا، وتعتمد عملية توجيهه على خوارزمية مطابقة المشاهد المتقدمة (EO Seeker) لضمان إصابة الأهداف بدقة.
ويمكن تجهيز "سبيس 2000" برؤوس حربية من نوع التفجير المتشظي أو الاختراقية، مما يجعله مناسبًا للعديد من الأهداف، بحسب الشركة المصنعة.
وقالت إنه يمكن التخطيط لمهام "سبيس 2000" إما على الأرض أو في الجو، حيث يتم تحميل البيانات الخاصة بالهدف المراد ضربه في قنبلة قبل إقلاع الطائرة التي تحمله.
وأكدت "رافائيل" أن دقة إصابة الصاروخ تصل إلى 3 أمتار، ويتميز بقدرة على ضبط زاوية ومسار الهجوم، لكي تتناسب مع الهدف وظروف المعركة.
وعام 2019، وقعت شركة "رافائيل" اتفاقية مع شركة "لوكهيد مارتن" لتطوير وتسويق ودعم مجموعات توجيه الأسلحة الذكية والدقيقة "سبيس"، وفق صحيفة "جيروزاليم بوست".
ولفتت إلى أن هذه الاتفاقية تشمل طرازي "سبيس 2000" (فئة الوزن 2000 رطل/907 كغم) و"سبيس 1000".
ونقلت الصحيفة عن المسؤول في شركة "رافائيل"، يوفال ميلر، قوله إن صواريخ سبيس "تستخدم نظامًا كهربائيًا بصريًا متطورًا، مع خوارزميات فريدة لمطابقة المشهد والتوجيه الملاحي وتقنيات التوجيه لتحقيق المهام التشغيلية في الطقس السيئ دون الحاجة إلى نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)".
وأضاف أنه يمكن لها التغلب على تشويش نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وضبط تفاصيل المهمة على زاوية تأثير محددة للتناسب مع طبيعة الهدف، مثل زاوية غوص شديدة الانحدار لاختراق عميق للهدف.