روى طبيب فلسطيني مأساته بعد أن دمّر القصف الإسرائيلي مستشفاه الخاص، الذي يُعد الأكبر في قطاع غزة لطب وجراحة العيون.
وقال البروفيسور كمال عكاشة، لـ"إرم نيوز": "منذُ كنت أدرس في كلية طب العيون بجامعة موسكو قبل 30 عامًا، كنت أحلم ببناء هذا المستشفى، واجتهدت بما فيه الكفاية من العلم والعمل الدؤوب غير المنقطع، إلى أن وصلت إلى حلمي قبل حوالي 3 سنوات فقط".
وأضاف عكاشة: "كنت أعمل، ليل نهار، للوصول إلى أحدث ما توصل إليه طب وجراحة العيون في العالم، واستطعت، أخيرًا، بناء الحلم (المستشفى الدولي للعيون) بتكلفة 4 ملايين دولار، وزودته بأحدث الأجهزة.
وأشار أنه "مع إنشاء المستشفى وضعت برنامجا خاصا لغير القادرين على دفع تكاليف العلاج وفق محددات وتقارير طبية وأخرى اجتماعية لمعالجتهم مجانًا، إيمانًا بحق الجميع في العلاج والتشافي".
وبين عكاشة أنه "كان يعمل داخل المستشفى أكثر من 25 كادرًا طبيًا وإداريًا وفنيًا من الأكثر كفاءة في قطاع غزة يعيلون أسرهم وعائلاتهم في ظل شح فرص العمل في غزة جرّاء الحصار الإسرائيلي المتواصل، وقلة الإمكانات المتاحة".
ومضى قائلًا: "كنت أول طبيب فلسطيني في القطاع استحدث زراعة القرنيات، وقمت بإبرام مذكرة تفاهم مع وزارة الصحة في غزة بأن يتم التبرع من قبل أهالي المتوفين بالتبرع بالقرنيات لصالح المرضى الذين تعرضوا لأعطاب في قرنياتهم منعتهم من الرؤية، حيث لاقت المبادرة استحسانًا واسعًا، أبصر بسببها مئات المرضى النور".
وأجرى "المستشفى الدولي للعيون زراعة أكثر من 100 قرنية حينها لأشخاص غير قادرين على دفع تكاليف العملية ضمن مشروع خيري".
ونوّه "عكاشة" إلى أن الطائرات الإسرائيلية قصفت المستشفى مرتين خلال الأسابيع الأولى للحرب، وتم تدميره بعدة صواريخ وسوّته بالأرض، وجعلته أثرًا بعد عين.
ومضى قائلًا: "عندما وصلني خبر قصف المستشفى، شعرت بغصة في قلبي، ولم أتمالك نفسي وبكيت كثيرًا، حيث تذكرت 30 عامًا من العلم والعمل المتواصل، وعشرات الآلاف من الساعات قضيتها بعيدًا عن العائلة من أجل هذا المستشفى، ليتم تدميره في لمح البصر والقضاء عليه، وحرمان 25 عائلة من مصدر رزقها الوحيد".
وختم عكاشة حديثه بالقول: "أنا وعائلتي نحمل الجنسية الإسبانية، خرجت قبل نحو شهر من قطاع غزة متوجهًا إلى إسبانيا لسبب واحد فقط، وهو تجهيز ملف حقوقي أضع فيه تفاصيل ما حدث لرفع قضية على إسرائيل في محكمة الجنايات الدولية بشكل شخصي، لمعرفة ما هي الأسباب التي دفعت الطائرات الحربية الإسرائيلية لقصف مستشفى خاص بجراحة العيون يخدم 2.4 مليون إنسان؟".
وأدت الحرب الإسرائيلية إلى إخراج 30 مستشفى عن الخدمة من إجمالي 36 مستشفى في القطاع، إضافة إلى 53 مركزًا صحيًا، واستهداف 150 مؤسسة صحية، وتدمير 122 سيارة إسعاف، بحسب إحصائية صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحركة حماس.
