الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
قالت مصادر مقرّبة من الحكومة السورية في محافظة الحسكة إن قوات "قسد" دأبت في الفترة الأخيرة على تنفيذ حملة اعتقالات بحق ناشطين معارضين لها ومؤيدين للحكومة السورية في مناطق سيطرتها بشمال شرق سوريا، وذلك بذريعة أنهم من خلايا تنظيم "داعش"، في محاولة لتفريغ مناطق نفوذها من أنصار السلطات السورية.
وأضافت المصادر، التي تنتمي للمكوّن العربي، في حديثها لـ"إرم نيوز" أن "قسد" أطلقت حملة أمنية واسعة في محافظتي الحسكة والقامشلي بذريعة الانتماء إلى تنظيم "داعش"، بينما طالت الاعتقالات عشرات الناشطين المعارضين لـ"قسد" في المدينة، ممن لا علاقة لهم من قريب أو بعيد بالتنظيم.
وفي سياق متصل، اتهمت المصادر "قوات سوريا الديمقراطية" باعتقال عشرات الشبان في مدينة القامشلي، واقتيادهم إلى معسكراتها بهدف التجنيد في صفوفها.
وكانت "قسد" قد شنّت اليوم الأربعاء حملة مداهمات في أحياء طي وهلالية بمدينة القامشلي، واعتقلت نحو 80 شابًا من أماكن عملهم، واقتادتهم إلى معسكرات التجنيد الإجباري، وفقًا لمصادر محلية.
"عصفوران بحجر واحد"
تؤكد المصادر لـ"إرم نيوز" أن هدف "قسد" من حملاتها الأخيرة هو التضييق على الناشطين الموالين للحكومة السورية، خشية قيامهم بأي عمليات ضدها في حال تعثّر المفاوضات القائمة بين الطرفين واتجاه الأمور نحو الصدام والمواجهة. لكنها تحاول التغطية على الهدف الحقيقي لحملاتها عبر الإعلان أن المعتقلين ينتمون إلى خلايا تنظيم "داعش".
وترى المصادر أن "قسد" تسعى من خلال هذه العمليات إلى "ضرب عصفورين بحجر واحد"، فمن جهة تتخلص من الأشخاص المؤيدين لحكومة دمشق كي لا يكونوا عونًا للسلطات السورية ضدها في حال وقوع مواجهة، ومن جهة أخرى تستجدي الدعم الأمريكي بادعاء أن "داعش" عاد للظهور بقوة في مناطق سيطرتها، في محاولة للضغط على واشنطن للاحتفاظ بقواعدها في شمال شرق سوريا، خصوصًا مع ارتفاع احتمالات الصدام العسكري مع القوات السورية ومن خلفها تركيا.
وتوقعت المصادر أن تستمر هذه الحملات بوتيرة متصاعدة، في ظل مؤشرات على رغبة أمريكية في تأخير الانسحاب العسكري إلى حين تحقيق الاستقرار، خاصة أن المعطيات الميدانية تشير إلى تعزيز واشنطن قواعدها في مناطق "قسد" بمعدات حديثة، من بينها عربات "برادلي" ومدافع.
وترى المصادر أن "قسد" تحاول دائمًا إثبات أنها القوة العسكرية السورية الوحيدة القادرة على محاربة الإرهاب وملاحقة خلايا "داعش" في المنطقة. وتلفت إلى أن هذا التوجّه ازداد بعد التعاون المحدود بين القوات الأمريكية والحكومة الانتقالية، وهو ما أثار قلق "قسد" التي تحاول الترويج لنفسها بوصفها الشريك الأساسي والموثوق للولايات المتحدة والتحالف الدولي في محاربة الإرهاب.
من جهتها، نفت "قسد" عبر الناطق باسمها، محمود حبيب، هذه الاتهامات جملةً وتفصيلًا. وقال حبيب في تصريح لـ"إرم نيوز" إن "قسد" لا يمكن، وليس من مصلحتها، أن تستعدي المواطنين في مناطق شمال شرق سوريا لأي هدف كان، مشيرًا إلى أن الحملات الأخيرة جاءت بعد متابعة ورصد دقيقين لخلايا "داعش".
وأوضح أن قوات "قسد" ألقت القبض على عدد من عناصر التنظيم، فيما تم الإفراج عن كل من لم تثبت علاقته بـ"داعش" بعد ساعات من اعتقالهم.