انتهت محاولة عشرات السيدات للحصول على مكملات غذائية، توزعها مؤسسة إغاثية لحماية الأطفال من تداعيات سوء التغذية، بمأساة راح ضحيتها عشرة أطفال وسيدات، بعد أن قصف الجيش الإسرائيلي طابورا وجدن فيه.
وقصف الجيش الإسرائيلي تجمعًا لعشرات السيدات والأطفال وسط مدينة دير البلح، قرب نقطة طبية كانت توزع المكملات الغذائية التي أدخلت حديثًا لغزة، في ظل المجاعة الكبيرة التي يعيشها الغزيون.
وتلجأ المؤسسات الإغاثية العاملة في قطاع غزة إلى توزيع مكملات غذائية لمواجهة النقص الحاد في الغذاء لدى الغزيين، وكذلك فقر غالبية أصناف الطعام منخفضة الثمن التي يتناولونها بالعناصر الغذائية الضرورية.
وتقول الصحفية دعاء الحرازين، التي وثقت مقطع فيديو شهد تداولاً واسعًا للحظات الأولى بعد القصف الإسرائيلي، بعد أن تصادف وجودها في المكان، إن "ما حدث كان مجزرة مروعة".
وأضافت لـ"إرم نيوز"، أن "مجموعة كبيرة من الأطفال والنساء كانوا يصطفون أمام النقطة ينتظرون الحصول على مكملات غذائية، قبل أن يحدث انفجار ضخم، حوّل المنطقة أمامها إلى ضباب".
وتابعت: "حدث انفجار كبير، ورأيت أشلاء للناس تتطاير، كانت المشاهد صعبة جدًا، إذ كانت أجزاء من أجساد الأطفال مبتورة، وكانت إحدى النساء جاثية على الأرض والدم يسيل من رأسها بعد أن أصيبت بشظية جراء القصف".
وقالت: "وثقت الحدث رغم أنه أمر صعب وقاسٍ، واضطر المواطنون الذين وُجدوا في المكان لنقل جثث الضحايا إلى المستشفى عبر عربة يجرها حيوان"، مشيرة إلى أن مشاهد الأطفال والنساء الذين كانوا ملقون على الأرض مروعة جدًا.
وبحسب روان شلوف، وهي امرأة قتلت شقيقتها وابنتها في القصف بعد أن كانتا ضمن منتظري الحصول على مواد غذائية، فإن "الاحتلال يتعمد قتل الفلسطينيين مرتين، مرة بتجويعهم ومرة بقصفهم".
وقالت لـ"إرم نيوز" وهي تودع شقيقتها: "شقيقتي كانت تبحث عن الحصول على مكملات غذائية من أجل إنقاذ ابنتها من سوء التغذية"، متسائلة لماذا قتلوها؟.
وأسفر القصف الإسرائيلي عن مقتل 15 شخصًا بينهم عشرة أطفال وثلاث سيدات، وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن القصف "يعد انتهاكًا صارخًا لكل القوانين الدولية والإنسانية، ويؤكد مضي الاحتلال في جرائمه ضد المدنيين العزل بلا رادع".
