logo
العالم العربي

هل تحول هانيبال القذافي من "مفتعل أزمات" إلى "ورقة ابتزاز" في لبنان؟

هانيبال القذافيالمصدر: رويترز

أفرج القضاء اللبناني، اليوم الجمعة، عن هانيبال القذافي، نجل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، بعد أن ظل سجينا دون محاكمة منذ عشر سنوات بتهم "إخفاء أدلة" عن "اختطاف" رجل الدين الشيعي البارز موسى الصدر. 

أخبار ذات علاقة

هانيبال القذافي

بكفالة "ضخمة" مع منعه من السفر.. إخلاء سبيل هانيبال القذافي

ويعد هانيبال، الذي ولد في 20 سبتمبر أيلول 1975، الابن الرابع لمعمر القذافي، وقد تزوج من الممثلة اللبنانية ألين سكاف، وله طفلان هما هانيبال جونيور وعلاء، وحصل على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال واقتصاديات ولوجستيات النقل البحري من جامعة كوبنهاغن لإدارة الأعمال.

في عام 1993، التحق بأكاديمية الدراسات البحرية في ليبيا، وفي العام 1999 حصل على شهادة ضابط مسؤول على نوبة ملاحية وشهادة بكالوريوس في الملاحة البحرية، ليتدرّج في العديد من الوظائف القيادية بسفن الشركة الوطنية العامة للنقل البحري، قبل أن يستحدث له والده، منصب المستشار الأول للجنة الإدارة بذات المؤسسة.

وفي 2003 حصل على شهادة كبير ضباط وربان أعالي بحار من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بالإسكندرية. 

أخبار ذات علاقة

 لوران بايون

محامي هانيبال القذافي لـ"إرم نيوز": "الضغط السياسي" يمنع إطلاق سراح موكلي

وتحت حكم معمر القذافي اتهم هانيبال بالتورط في قضايا عنف أسري في فرنسا، كما تصدر عناوين الصحف هناك لقيادته سيارته في الاتجاه المعاكس في شارع الشانزليزيه، إلى جانب إساءة معاملة خدمه في سويسرا.

الحادثة الأخيرة وقعت في يوليو تموز 2008، حيث أُلقي القبض على هانيبال في جنيف للاشتباه بإساءة معاملته لخادمتين منزليتين، وانتشرت صور اعتقاله في جميع أنحاء العالم. 

وكان رد فعل طرابلس عنيفا جدا عبر توجيه تهديدات باستخدام السلاح، وقطع إمدادات النفط، واعتقال رجال أعمال سويسريين، وإغلاق السفارة السويسرية في ليبيا. ووعد النظام الليبي آنذاك بـ"تدمير سويسرا" ووصفها بـ"وكر المجرمين".

وفي أعقاب ثورة فبراير 2011 التي أنهت حكم معمر القذافي، تسلل هانيبال كلاجئ سياسي إلى سوريا، ليتم استدراجه واختطافه وتسليمه في 11 ديسمبر كانون الأول 2015 إلى ميليشيا لبنانية بقيادة النائب السابق حسن يعقوب، الذي كان والده، الإمام محمد يعقوب، أحد ثلاثة أشخاص اختفوا مع الزعيم الشيعي موسى الصدر بعد رحلة إلى ليبيا عام 1978.

وطيلة هذه الفترة اتُُهم هانيبال، الذي كان عمره ثلاث سنوات فقط وقت حادثة اختفاء الصدر، بـ"إخفاء معلومات"، وسُجن في بيروت في قضية تُجسد الجوانب غير المعلنة لملف أصبح محور صراع سياسي وقضائي متشابك امتد خارج بيروت وطرابلس وطهران، إلى روما وواشنطن؛ بسبب أدوار مزعومة في قضية اختفاء الصدر.

في يونيو حزيران 2023، بدأ هانيبال إضراباً جزئياً عن الطعام، للضغط على السلطات لإطلاق سراحه.

ويبدو أن صعود الرئيس اللبناني جوزيف عون قد أعطى زخمًا جديدًا للدعوات لإطلاق سراحه، التي رددتها شقيقته عائشة وجهات دولية فاعلة.

كما أن واشنطن، بحسب تقارير، بدأت اتصالات لحل القضية. ومن جانبها، ضغطت طرابلس على بيروت لتسليم هانيبال، ليُحاكم في ليبيا.

ونفى النظام الليبي السابق تهمة اغتيال الصدر، مؤكدا أن اللبنانيين الثلاثة غادروا طرابلس متوجّهين إلى إيطاليا، فيما نفت روما دخولهم أراضيها.

وتسلّم لبنان في أغسطس آب الماضي رسالة من وزارة العدل الليبية تبدي فيها استعداداً للتفاوض من أجل التوصّل إلى حلّ يفضي لإطلاق سراح نجل القذافي.

وفي منعرج حاسم قبل الحكم، وافقت عائلة بدر الدين، وهي طرف مدني في القضية، على طلب الإفراج الأخير الذي تقدم به هانيبال في يونيو حزيران الماضي، وخرج من المستشفى منتصف الأسبوع الماضي بعد أن أمضى عدة أيام هناك، وعاد إلى السجن.

واليوم الجمعة، قرر المحقق العدلي اللبناني في قضية خطف وإخفاء الإمام موسى الصدر، القاضي زاهر حمادة، إخلاء سبيل هانيبال القذافي بكفالة قدرها 11 مليون دولار ومنعه من السفر.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC