الجيش الإسرائيلي: يمكن لسكان مدينة غزة مغادرة المدينة باتجاه المواصي عبر شارع الرشيد بدون تفتيش
ذهب خبراء إلى أن رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري، رسم في خطابه بالذكرى الـ20 لاغتيال رئيس الحكومة الأسبق، رفيق الحريري، خريطة طريق العمل السياسي لتيار المستقبل خلال المرحلة المقبلة، لافتين إلى أنه سيحاول الحصول على كتلة برلمانية كبيرة تضم سياسيين من الطائفة الشيعية، ما سيفقد "الثنائي الشيعي" المزايا التي كان يتمتع بها.
العودة إلى الحضن العربي
وقال المحلل السياسي، خليل القاضي، إن الكلمة التي ألقاها سعد الحريري أمام مناصري تيار المستقبل اليوم تعد خريطة طريق ترسم ملامح التحرك السياسي للتيار بعد تعليق عمله السياسي لثلاث سنوات.
وأضاف القاضي في حديث لـ"إرم نيوز"، أن هذه الخريطة تتلاقى مع الأسس التي وضعها الرئيس رفيق الحريري، التي كانت ركائز تيار المستقبل وصولا إلى مواقف وثوابت سعد الحريري.
وأردف بأن الملاحظ في كلمته أنه أكد لجمهوره أنه عاد إلى لبنان ومعه العمل السياسي، إلا أنه لم يحدد ما إذا كان سيبقى في لبنان ويقود العمل السياسي خلال المرحلة المقبلة، أو أن العودة النهائية له ومشاركته بالاستحقاقات المقبلة متروكة للأوضاع المستقبلية وبعض الأمور اللوجستية.
ويضيف القاضي أن اللافت في حديث الحريري تأكيده دعم العهد الجديد، وهو ما يرسم ملامح السياسة المقبلة في لبنان، لما سيحققه تيار المستقبل من مكاسب كبيرة خلال الانتخابات البلدية والنيابية. كما أن إصراره على الحديث عن إعادة إعمار جميع المناطق اللبنانية بدءا من الجنوب ومرورا ببيروت وصولا إلى البقاع وباقي المناطق يشير إلى ضرورة العودة إلى الحضن العربي الذي سيكون الراعي الأساسي والداعم الأول لإعادة الإعمار.
سحب البساط من تحت الثنائي الشيعي
من ناحيته يرى المحلل السياسي، عبد النبي بكار، أن إصرار تيار المستقبل على إقامة الاحتفال يعد إنجازا بحد ذاته، بعد ليلة عاصفة بسبب أزمة الطائرات الإيرانية ونزول عناصر ومؤيدي ميليشيا حزب الله وحركة أمل إلى الشارع، وإقفالهم العديد من طرقات العاصمة بيروت، واستمرار التوتر حتى ساعات الصباح الأولى.
ويضيف أن ذلك تزامن مع إصرار الجيش اللبناني على فتح الطرقات وسحب جميع المتظاهرين من الشارع، الذي ترجم بالحضور الجماهيري الكبير بعد انتشار شائعات عن احتمال إلغاء أو تأجيل الاحتفال حتى لا تتفاقم الأمور أمنيا، والتخوف من حدوث صدامات قد تتحول إلى صدام طائفي.
وأوضح بكار أن الحريري، وعلى الرغم من إشاراته غير المباشرة عن سلاح ميليشيا حزب الله، وضرورة العودة إلى الدولة وحدها لإدارة البلاد، فإنه وجّه تحية إلى القتلى والجرحى اللبنانيين الذين سقطوا في الحرب الأخيرة بين ميليشيا حزب الله وإسرائيل.
ويرى بكار أن الحريري بهذا يفصل أبناء الطائفة الشيعية عن الثنائي الشيعي، ما يدل على ملامح تحركه المقبل، إذ سيحاول الحصول على كتلة برلمانية كبيرة تضم سياسيين من الطائفة الشيعية، ما سيفقد الثنائي المزايا التي يتمتع بها وتعد أبرز أسلحته السياسية وهي الأغلبية النيابية للطائفة الشيعية والكتلة الكبيرة التي يحصل عليها منذ سنوات مع حلفائه.