إيران تصنّف البحرية الكندية "منظمة إرهابية"
أكدت مصادر عسكرية وأمنية لبنانية رفيعة المستوى، وجود غرف صغيرة تابعة لحزب الله تحت مبانٍ مدمّرة، تضم منصات صواريخ مفككة، في مناطق جبلية وكهوف زراعية جنوب نهر الليطاني.
وأشارت المصادر إلى أن هذه المواقع لم تخضع لمسح كامل من قبل فرق الجيش اللبناني، التي أدّت مهامها على أكمل وجه، غير أن محدودية الإمكانيات التقنية المتطورة حالت دون كشف بعض المخابئ تحت الأرض.
وأوضحوا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن إسرائيل، من خلال تقنيات جوية حديثة وطائرات استطلاع تتحرك بحرية وعلى مدى أشهر في الجنوب، رصدت مواقع سرية تابعة للميليشيات، لكنها لم تقترب منها ولم تُبلِغ عنها ضمن "الآلية" المعتمدة، بهدف استخدامها ذريعة في توقيت تختاره تل أبيب لتنفيذ عملية عسكرية واسعة في المنطقة.
وبيّنوا أن الجيش اللبناني تواصل مع قادة ميدانيين في حزب الله، بهدف إنهاء وجود أي جيوب قد تضم منصات صواريخ أو مسيّرات أو غيرهما، في مواقع جنوب نهر الليطاني، تفاديا لاتخاذها من قبل إسرائيل ذريعة لتوجيه ضربة عسكرية تستهدف التنظيم في المقام الأول، غير أن الحزب نفى وجود مثل هذه الثغرات بشكل قاطع.
وبالرغم من استمرار الاعتداءات الإسرائيلية في جنوبي لبنان، إلا أن الجيش اللبناني يدخل مرحلة الحسم في إعلان منطقة جنوب الليطاني "نظيفة" من أي سلاح تابع لميليشيات أو خارج عن سيطرة الدولة، لتفرض القوات المسلحة اللبنانية وجودها في مواقع ونقاط كانت لحزب الله، الذي كان يهيمن على سيادة الجنوب بحجة "المقاومة.
وتندرج مرحلة جنوب نهر الليطاني، التي تعثّر تنفيذها مرارا، ضمن الخطة الحكومية التي أُقرت في 5 أغسطس/آب الماضي، والهادفة إلى نزع سلاح حزب الله وسائر الميليشيات على كامل أراضي الدولة، على أن يُمهّد الإعلان عن إنجاز هذه المرحلة للانتقال إلى مرحلة لاحقة تمتد بين شمال الليطاني ونهر الأوّلي.
ورهنت مرحلة نزع السلاح في جنوب الليطاني، بمهلة أطلقتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تمنع إسرائيل من الذهاب إلى معركة ضد حزب الله في شهر ديسمبر الجاري، حيث قامت واشنطن بمنع تل أبيب من هذا العدوان، لاتمام المرحلة المهمة من حصرية السلاح في جنوب لبنان.
وقال مصدر أمني لبناني رفيع المستوى إن عمليات المسح التي نفذها الجيش في جنوب نهر الليطاني اصطدمت بتعقيدات ميدانية تتعلق بطبيعة التضاريس الجبلية ووجود فتحات مطموسة لمخابئ تحت الأرض؛ ما صعّب الوصول إلى بعض الجيوب رغم الجهود المكثفة المبذولة.
وأوضح المصدر في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هذه الجيوب توجد فيها منصات إطلاق صواريخ غير مفعلة ومنها ما هو مفكك إلى قطع، مشيراً إلى أن تشغيل هذه المنصات، يستغرق من الوقت حال وجود التقنيين وتوفر الصواريخ المطلوبة لها، حوالي 90 دقيقة على الأكثر، لتكون مؤهلة للتصويب نحو هدفها.
وأفاد المصدر بأن لجوء حزب الله إلى تفعيل هذه الجيوب أو استخدامها في أي وقت من الأوقات، من شأنه أن يشكّل "شهادة وفاة" لخطة الجيش اللبناني لنزع السلاح بشكل عام، لا في جنوب نهر الليطاني فحسب، بل في سائر المناطق اللبنانية، ولا سيما في ظل التحضيرات للانتقال إلى مرحلة ثانية عقب الإعلان المرتقب عن استكمال المرحلة الحالية.
وتابع المصدر بالقول إن إسرائيل من خلال التقنيات الحديثة الجوية وطائرات التجسس التي تتحرك بأريحية وعلى مدار أشهر في الجنوب وغيره، رصدت مواقع سرية للميليشيات ولم تقترب منها ولم تبلغ عنها "الميكانيزم"؛ لأنها ستجعل منها ذريعة في وقت تحدده تل أبيب، للقيام بعملية عسكرية واسعة في الجنوب.
وكشف المصدر عن أن هناك عملا تم على أكثر من جانب من مستشارين عسكريين بالجيش اللبناني مع قادة ميدانيين في حزب الله، لإنهاء وجود أي جيوب، يكون فيها منصات صواريخ أو مسيرات أو غير ذلك، في مواقع بجنوب الليطاني، حتى لا تتعامل على أساسها إسرائيل، بتوجيه ضربة عسكرية تستهدف التنظيم في المقام الأول، إلا أنهم نفوا وجود هذه الثغرات نهائيا.
وأشار المصدر إلى أن المشكلة الكبيرة تكمن في أن حزب الله حتى الآن، لا يريد أن يتقبل فكرة أن مؤسسات الدولة كافة لا تريد إخراجه من مسؤولية المشاركة المجتمعية والسياسية بعيداً عن أي دور عسكري، وأن ذلك سيكون في مصلحة التنظيم، إلا أن هناك قادة مؤثرين يتعاملون مع أية نصيحة تقدم لهم من مسؤولين عسكريين أو حكوميين أو شركاء سياسيين في لبنان، على أنهم أعداء وعملاء.
وبحسب المصدر العسكري، فإن ما وصفه بـ"أكبر كذبة" روّج لها عدد من قادة ومسؤولي حزب الله تمثّلت في التعامل مع كل من يختلف معهم في الرأي أو التوجّه داخل الساحة اللبنانية على أنه عميل لإسرائيل، في حين تشير وقائع عدة، من بينها اغتيال الأمين العام السابق حسن نصر الله، والقيادي السابق فؤاد شكر، إضافة إلى عملية "البيجر"، إلى أن اختراقات أمنية نُفذت عبر جواسيس من داخل التنظيم نفسه، يعملون لصالح إسرائيل، ومن بينهم أشخاص شغلوا مواقع ومسؤوليات قيادية.
فيما يؤكد مصدر أمني لبناني رفيع المستوى، أن هناك جانبا مهما من تحرك الجيش نحو مواقع حزب الله في جنوب الليطاني، لاسيما الجيوب والثغرات غير الواضحة والسرية، كان على إثر معلومات من لجنة وقف إطلاق النار "الميكانيزم"، ولكنّ هناك نقاطا مخفية تم تجهيزها مؤخراً أو حاضرة من قبل ذلك، ومن الممكن أن يتم تنشيطها، حتى لو كان عددها لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة.
وبين المصدر في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الجيش اللبناني عمل بشكل عام في مرحلة جنوب الليطاني على تنظيف المواقع التي قدمت لجنة الميكانيزم تقارير بخصوصها، حول كونها نقاطا لحزب الله أو مواقع أو منصات.
وأضاف المصدر، أن الأزمة في أن هناك جيوبا جديدة عمل حزب الله على أن تكون مواقع أسفل منازل أو مخابئ، بجانب مخازن أخرى قديمة على عمق تحت مبان، منها ما هو مهدوم ولكن لهذه المواقع خرائط في يد عناصر التنظيم ومن الممكن استعادة عملها ودورها.
وتابع أن هذه الجيوب عددها قليل جدا ولكنها تحمل أثارا خطيرة، وحتى المخازن ضيقة وفي بعضها طائرات مسيرة، ولكن يضع التنظيم في رأسه عودة إحياء هذه المواقع وتوسيعها في فترة معينة بعد تخفيف ضغط خطة نزع السلاح، سواء من الحكومة والجيش أو المجتمع الدولي.
وبحسب المصدر، فإن الجيش قام بدوره على أكمل وجه في نزع السلاح بجنوب الليطاني وذهب إلى أبعد النقاط لحزب الله وأكثرها تعقيدا، وهناك محاولة على معالجة هذه الجيوب سياسيا مع التنظيم، خاصة أنه لا يتوفر حولها معلومات، سواء للجيش أو للميكانيزم.