أكد مسؤولون في القطاع الطبي الفلسطيني لـ"إرم نيوز"، أن المرضى في قطاع غزة يواجهون الموت البطيء مع نفاد الأدوية في مختلف مستشفيات القطاع؛ بسبب استمرار إسرائيل في سياسة إغلاق المعابر، وتحديدًا معبر رفح الذي كان مخصصًا لإدخال المساعدات الطبية وأُغلق مع العملية العسكرية المتواصلة في المدينة.
وأوضحوا أنه بسبب استمرار الحرب على غزة، فقد حُرم الآلاف من المرضى داخل القطاع من السفر للخارج لتلقي العلاج، خاصة المرضى والمصابين من الحالات الحرجة؛ الأمر الذي تسبب بمضاعفات خطيرة لهم وعقّد حالاتهم الطبية.
وضع كارثي
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، خليل الدقران، إن "أوضاع المرضى والمصابين في القطاع صعبة للغاية، خاصة في ظل نفاد الأدوية وعدم سماح الاحتلال الإسرائيلي بدخول أدوية جديدة لغزة منذ عدة أشهر".
وأوضح الدقران، لـ"إرم نيوز"، أن "أكثر من 85% من المستلزمات الطبية للمستشفيات غير متوفرة، كما أنه لا توجد قدرة استيعابية لتلك المستشفيات لتنويم المرضى أو المصابين"، لافتًا إلى أن ذلك تسبب بكوارث صحية.
وأضاف: "يعاني المرضى والمصابون في ظل النقص الحاد في الأدوية من مضاعفات خطيرة، وتزداد حالاتهم الصحية تعقيدًا"، مشددًا على ضرورة تدخل المؤسسات الطبية الدولية من أجل الحيلولة دون وقوع كارثة طبية في غزة.
وأشار إلى أن "القطاع يفتقر للكثير من الأدوية، خاصة تلك المخصصة للأمراض المزمنة والأورام السرطانية، والتي تأتي في الوقت الذي تزداد فيه حالات المرضى المصابين بتلك الأمراض بسبب استمرار الحرب على غزة".
وبين أنه "ومنذ إغلاق معبر رفح، لم تصل مستودعات الوزارة إلا كميات قليلة من المعدات الطبية الأساسية"، متابعًا: "اليوم نفتقر لأدنى الاحتياجات بما في ذلك الأدوات العلاجية الأولية، كما أن شمال القطاع لا يوجد به أي نوع من الأدوية".
لا مقومات طبية
وقال مدير مستشفى كمال عدوان بشمال غزة، حسام أبو صفية، إن غزة وشمالها تفتقر لأدنى المقومات الطبية، لافتًا إلى أن جميع النقاط الطبية بغزة وشمالها توقفت عن العمل، ولا يتوفر بها أي نوع من الأدوية.
وأوضح أبو صفية، لـ"إرم نيوز"، أن "المرضى والجرحى يفقدون حياتهم بسبب نفاد الأدوية والمستلزمات الطبية، علاوة على قلة الكادر الطبي"، لافتًا إلى أن إسرائيل تعتمد على ذلك من أجل تنفيذ مخططات التهجير لسكان غزة والشمال.
وأشار إلى أن "الضغط الطبي زاد على المرضى والطواقم الطبية منذ العملية العسكرية الإسرائيلية بشمال القطاع"، محذرًا من خطورة ذلك على الأوضاع الصحية لآلاف الفلسطينيين المتواجدين بغزة وشمالها، خاصة الأمراض المزمنة والسرطانية.
وشدد على أن غزة وشمالها يعيشون أوضاعًا كارثية للغاية، بسبب نفاد الأدوية والمعدات الطبية، وأن عددًا كبيرًا من المرضى والمصابين فقدوا حياتهم بسبب السياسات الإسرائيلية ضد المستشفيات والنقاط الطبية بتلك المناطق.
وطالب المسؤول الطبي، المجتمع الدولي والمؤسسات الطبية الدولية بالعمل من أجل إدخال المواد والمعدات الطبية لكافة مناطق القطاع، والحيلولة دون استهداف الجيش الإسرائيلي للطواقم الطبية والمستشفيات لتمكينها من تقديم الخدمة.