تواجه سوريا صعوبات كبيرة في القضاء على تجارة الكبتاغون بعد مرور ستة أشهر على سقوط نظام الأسد، الذي كان يروج لهذه التجارة ويستفيد منها.
وأظهر ضبط ثلاثة ملايين قرص كبتاغون في سوريا مؤخرًا حجم المعضلة، والشبكات الإجرامية التي تمتلك بنية تحتية قوية وتمويلًا ضخمًا، خاصة أن النظام السابق كان شريكًا أساسيًا في هذه التجارة غير المشروعة.
وتعمل الحكومة السورية الحالية على تفكيك هذه الشبكات والعصابات بالتعاون مع دول الجوار، لكن التحديات الأمنية وتشتت الجهود بين الفصائل يجعلان المهمة أكثر تعقيدًا.
المحلل السياسي محمد منصور، قال إن تجارة الكبتاغون والمواد المخدرة هي معضلة كبيرة بالفعل، ولا يمكن حلها خلال أشهر؛ لأن هذا النشاط تديره عصابات وشبكات ذات قوة يدعمها المردود المالي الكبير الذي تحققه هذه التجارة غير الشرعية.
وأضاف لـ"إرم نيوز"، أن سقوط نظام الأسد شكّل ضربة كبيرة لهذه التجارة في ظل حالة غريبة من نوعها وشاذة، وهي أن هناك نظامًا قائمًا يمثل دولة يُفترض أن تحارب هذه التجارة غير المشروعة، وما حدث أن دعمها ذلك النظام وقام بالترويج لها والاستفادة منها.
وبيّن منصور أن سقوط النظام لا يعني اختفاء الشبكات بشكل سريع، وأن على الحكومة الجديدة بذل جهود مستمرة ولا تتوقف عند مدى زمني معين، ليقال إننا قضينا نهائيًا على هذه الشبكات، فما يجري الآن هو الحد من نشاطها وتفكيك الكثير من نقاط القوة والارتكاز التي كانت قد أسستها في ظل النظام السابق، كما يتم التضييق عليها.
وأوضح أن الحكومة الحالية تقوم بالتعاون مع الدول المجاورة من أجل الحد من آثار هذه الظاهرة المدمرة، ومن بينها السلطات السعودية والأردنية.
وأشار إلى أن الأمر المهم في الحالة السورية أن النظام السابق دعم هذه التجارة واستفاد منها وأقلق راحة دول الجوار وكان يصدر إلى الخارج، والآن هذه الحالة انتهت، واليوم السلطات تبذل جهودًا كبيرة لوقف هذا النوع من التجارة، والوقت كفيل بالإجهاز عليها وعلى المتعاملين بها.
الكاتب والمحلل السياسي السوري، مازن بلال، رأى أن مشكلة تجارة المخدرات والكبتاغون إقليمية وليست محلية، مؤكدًا أن السيطرة على هذا الأمر تحتاج للاستقرار الأمني، وليس فقط إجراءات مكافحة المخدرات.
وأضاف بلال لـ "إرم نيوز" أنه من الناحية العملية، فإن عدم السيطرة على هذا الأمر يعكس أمرين: الأول هشاشة أمنية، والثاني تشتت الجهاز الأمني بين مجموعات الفصائل، ما يجعل من الصعب التحكم بهذا الأمر، على الأخص مع عدم خبرة المجموعات المنتشرة مع من ينقل أو يصنع المخدرات وحبوب الكبتاغون.
وذكر أن تجارة المخدرات قضية معقدة حتى بالنسبة لدول مستقرة وكبيرة، وأن سوريا مع جهاز أمن حديث لن تستطيع سريعًا التحكم بهذا الأمر، لذا فإن عامل الوقت والاستقرار مطلوبان لمعالجة هذه المسألة والتخلص منها تباعًا.