عصام العبيدي
أفادت مصادر سياسية في العاصمة العراقية بغداد، بأن رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، استضاف شقيق الرئيس السوري السابق وقائد الحرس الجمهوري ماهر الأسد، على أمل الانتقال إلى روسيا.
وقال مصدر رفيع مطلع لـ"إرم نيوز" إن "الفياض، يستضيف الأسد منذ أيام عدة، في المنطقة الخضراء، حيث قدِمَ إلى محل الإقامة في المنطقة الخضراء، بسيارات مظللة، بعد أن تلقى تسهيلات من السلطات المحلية، وذلك في ليلة دخول الفصائل المسلحة إلى دمشق، وهروب الرئيس السوري السابق بشار الأسد".
وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، أن "عددًا من قادة الفصائل المسلحة، بينهم قائد عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، التقى ماهر الأسد، وبحث معه تفاصيل ما حصل في سوريا"، مشيرًا إلى أن "خروجه من العراق لا يزال غير واضح، لكن الترتيبات الأمنية، التي كانت في موقع إقامته داخل المنطقة الخضراء انخفضت منذ أيام، ما يرجح خروجه".
وبحسب المصدر، فإن "الفياض هو من تبنى استضافة الأسد أمام رئيس الوزراء، الذي تساءل عن الأمر، وتدعياته، غير أنه تلقى تطمينات من الفياض، بأن المسألة لأيام قليلة فقط".
علاقات وثيقة
ولدى الرئيس السوري بشار الأسد صلات وثيقة برئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، الذي شغل سابقًا منصب مستشار الأمن الوطني في العراق، وبرزت هذه العلاقة من خلال لقاءات متكررة جمعت الطرفين، كان آخرها في مايو/ أيار الماضي، حيث بحثا الملفات المشتركة، والتنسيق الأمني بين سورية والعراق.
وتوطدت علاقة الفياض بالنظام السوري بشكل ملحوظ خلال السنوات الماضية، خاصة بعد تصاعد التوترات في سوريا واندلاع الصراع المسلح هناك، حيث لعب الفياض دورًا محوريًا في تعزيز التواصل بين بغداد ودمشق، خصوصًا مع تدفق عناصر الميليشيات العراقية للدفاع عن النظام السوري، تحت ذريعة محاربة التنظيمات الإرهابية وحماية المقدسات.
وعكست هذه العلاقة مدى التداخل بين مصالح البلدين، حيث أسهمت تلك الميليشيات في دعم الجيش السوري على عدة جبهات، ما عزز التقارب الأمني والسياسي بين الفياض والنظام السوري.
وتضاربت المعلومات بشأن آلية وصول الأسد إلى العراق، ففي الوقت الذي قالت فيه مصادر، إن طائرة هليكوبتر، تحمل ماهر الأسد، ورجال الأعمال رئيف قوتلي، حطت في بغداد، تحدثت أخرى عن وصوله إلى بغداد برًا، عبر طرق تسيطر عليها الفرقة الرابعة في الجيش السوري التي كان يديرها الأسد.
وكانت وكالة رويترز كشفت الجمعة، تفاصيل خروج ماهر الأسد من سوريا، إذ نقلت عن ثلاثة مساعدين للأسد، أن"بشار لم يبلغ حتى شقيقه الأصغر ماهر، قائد الفرقة المدرعة الرابعة، بخطة خروجه".
وعلى نحو مماثل، ترك الأسد وراءه ابني خاله إيهاب وإياد مخلوف عندما سقطت دمشق في أيدي قوات المعارضة، حسبما قال مساعد سوري ومسؤول أمني لبناني، لرويترز.
وأضافا أن "الاثنين حاولا الفرار بسيارة إلى لبنان لكنهما وقعا في كمين على الطريق نصبه مقاتلو المعارضة، الذين أطلقوا النار على إيهاب وقتلوه وأصابوا إياد".