سلّط خبراء وسياسيون الضوء على ما حققته إسرائيل بعد نحو شهر من الغارات المتواصلة على لبنان، مشيرين إلى أن من أبرز ما حققته تدمير "الضاحية الجنوبية" في العاصمة بيروت بما فيها من بنية تحتية، مثلت من خلالها تمركزاً استراتيجياً وسياسياً، ووجوداً للحاضنة الشعبية لـ"حزب الله".
وأوضح خبراء في تصريحاتهم لـ"إرم نيوز"، أن في صدارة ما حققته إسرائيل أيضاً، تصفية قادة الصف الأول، وعلى رأسهم الأمين العام السابق لمليشيا حزب الله حسن نصر الله، وقيادات سياسية وعسكرية مهمة في التنظيم، إلى جانب ما تم تدميره من مخازن للأسلحة وغرف للعمليات ولوجيستيات الاتصالات للحزب.
وشملت الأهداف أيضاً مؤسسات وفروع مؤسسة "القرض الحسن" التي لها أدوار تمويلية ومالية كبيرة لاسيما أن دورها يتمثل في تأمين ضخ الأموال على أكثر من دائرة لـ"حزب الله".
ويقول المحلل السياسي اللبناني فادي عاكوم، إنه "بعد شهر من الضربات الإسرائيلية المباشرة على لبنان، جاء على رأس ما حققته تل أبيب، تصفية قادة الصف الأول والثاني في حزب الله بشكل كامل، لافتاً إلى الأضرار الكبيرة التي ألحقتها بمنظومة الاتصالات "القوية" خارج منطقة الجنوب بمعنى أن التواصل في بيروت بين عناصر ومؤسسات "حزب الله" بات منقطعاً.
وعدد المحلل السياسي، ما حققته إسرائيل أمام حزب الله، والتي من أبرزها الضربات التي وجهت لمؤسسات وفروع مؤسسة "القرض الحسن" التي لها أدوار تمويلية ومالية كبيرة لاسيما أن دورها تأمين ضخ الأموال على أكثر من دائرة، أبرزها في الوقت الحالي، عائلات العناصر المقاتلة، ومن سقطوا في المعارك؛ ما سيتسبب في حالة إرباك، لاسيما أن الجميع سواء الحاضنة الشعبية أو غيرها، في حالة نزوح وتهجير.
وركز عاكوم على ما لحق بـ"الضاحية الجنوبية" بالعاصمة بيروت ، والتي باتت "مسوية بالأرض" في ظل تدمير البنية التحتية لـ"حزب الله" والمخابئ والأنفاق الخاصة للتنقل، وما يوجد أسفل هذه المنطقة "تحت الأرض" من مخازن للأسلحة وغرف للعمليات والتوجيه، فضلاً عما تعرضت له لوجيستيات الاتصالات، التي كانت من نقاط قوة "حزب الله".
ووقف "عاكوم" أمام نوعية الضربات التي وجهتها إسرائيل، بالتركيز على مناطق البقاع والهرمل؛ ما يؤكد استهداف مخازن الطائرات المسيرة التي لا تخرج من جنوب لبنان كما تصور البعض ولكنها تتحرك بشكل كبير من مقار في الهرمل وبعلبك، بجانب استهداف مخازن الإعداد اللوجستي ومقار المتابعة والرادارات والتحكم.
وأوضح عاكوم أن إسرائيل استطاعت الدخول إلى حوالي 2 كم أو أكثر قليلاً خارج حدودها بالداخل اللبناني، لتقف على منطقة منزوعة السلاح ومدمرة نهائياً، لا يوجد بها أي عنصر بشري مدني أو عسكري على الأطلاق مع تدمير الأنفاق في هذه المساحة بالمسارات الداخلية بالعمق اللبناني.
ويؤكد الخبير الاستراتيجي راغب رمالي، أن في صدارة ما حققته إسرائيل، هو تصفية قادة الصف الأول، الذين لم يكونوا فقط بمثابة زعماء سياسيين أو دينيين لهم دورهم في الحشد والتنظيم، ولكن لهم دور في القيادة والتخطيط بخبرات واسعة ومتراكمة، لن يتم تعويضها بسهولة، حتى لو انتقل نصف تنظيم "الحرس الثوري" إلى "حزب الله".
وبين رمالي في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن حزب الله كان بمثابة عمود فقري أساسي لإيران وكانت له المنظومة القيادية والعسكرية التي كان يتم اللجوء إليها، لذلك فإن أكبر ما ربحته إسرائيل هو تصفية الزعماء وفي الصدارة الأمين العام للحزب حسن نصر الله.
وأشار إلى أن نصر الله، "لم يكن قائداً سياسياً فقط وإنما كان يمتلك شبكة تنظيمية من الكوادر العسكرية والتنظيمية، يكمن نجاحها في تحريكها".
وأشار إلى أن إسرائيل تمكنت من تسريب البيئة الحاضنة لـ"حزب الله" من ارتباطاتها، حيث كان من الصعب المساس بها، وذلك بعد أن تعرض إلى اهتزاز كبير أمامها بعد أن وضعوا الأموال والذهب في مؤسساته المالية وعلى رأسها القرض الحسن".
وأضاف يقول: "الآن تبدد كل ذلك بعد الضربات القاصمة التي توالت على مقر الاستخبارات بالضاحية الذي كان يحمل خزينة المصرف المركزي لحزب الله، فضلاً عن أن الفروع التي لم يكن ما في داخلها بمكان آمن وتركت في مرمى القصف".
ولفت إلى أن التحدي القائم أمام إسرائيل في الفترة المقبلة، هو الوقوف بشكل كبير على مواقع ومخازن الصواريخ ومستودعات الأسلحة والأنفاق التي تتحرك فيها، حيث إن هذه المواقع منتشرة بشكل فرعي وليس مركزياً.
وتابع قائلاً: "بشكل كبير الاستهدافات التي تحدث لمستودعات الأسلحة، لا تحقق ما تصبو إليه إسرائيل بالقضاء على ترسانة حزب الله، التي من الممكن أن تعيد بناء التنظيم في وقت سريع لاسيما إذا توفر الدعم والمساندة الإيرانية".