مدير منظمة الصحة العالمية يدعو إسرائيل إلى وقف "كارثة" المجاعة في غزة

logo
العالم العربي

"الأورطة الشرقية".. البرهان يشعل شرق السودان بنشر ميليشيا جديدة

"الأورطة الشرقية".. البرهان يشعل شرق السودان بنشر ميليشيا جديدة
ميليشيا مسلحة موالية للجيش السودانيالمصدر: (أ ف ب)
31 أكتوبر 2024، 3:24 م

أكدت مصادر سودانية مطلعة، أن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، استقطب ميليشيا جديدة للقتال في شرق السودان إلى جانب قواته ضد "الدعم السريع".

وأثار نشر قوة مسلحة جديدة في شرق السودان تحت اسم "الأورطة الشرقية"، مخاوف من تمدد الحرب إلى الإقليم، في وقت حذّرت فيه قيادات بالشرق من أن تصبح الميليشيا الجديدة غطاءً لتدخلات عسكرية خارجية في الحرب السودانية.

وكانت ميليشيا جديدة تحمل اسم "الأورطة الشرقية"، قد أعلنت على نحو مفاجئ، نشر قواتها في شرق السودان، بالتنسيق مع قوات البرهان، بعد أن تلقت تدريباتها في معسكرات داخل دولة إرتيريا المجاورة.

ونشرت الميليشيا الجديدة قواتها في ولاية كسلا المتاخمة لولاية الجزيرة وسط السودان، والحدودية مع إرتيريا من الناحية الشرقية للبلاد.

فيما أشارت تقارير صحفية إلى أن "الأورطة الشرقية" تُعدّ ضمن 4 ميليشيات تلقّت تدريبات عسكرية بمعسكرات في إرتيريا، ما يثير مخاوف من دخول أطراف مسلّحة جديدة في النزاع الدامي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مع غياب أي حل في الأفق.

مجموعة صغيرة

وقال عضو الهيئة القيادية لتنسيقية "تقدم" ورئيس الجبهة الشعبية المتحدة في شرق السودان، خالد شاويش، إن قوات "الأورطة الشرقية" هي مجموعة صغيرة شبه عسكرية مرتبطة بقيادة الأمين داوود، ضمن الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة، وهي إحدى الحركات التي برزت في شرق السودان بعد الحرب.

وأكد شاويش، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن هذه القوات تدربت في دولة مجاورة، وتدّعي أن هدفها حماية الحدود الشرقية للسودان، ومساندة القوات المسلحة السودانية، موضحًا أن البعض يعتبرها تمثل قوة محلية مدعومة خارجيًا لتمكين جهة معينة من ممارسة نفوذ أكبر في الشرق.

وأضاف أن "وجود هذه القوات يثير تساؤلات حول سيادة الدولة ومخاطر التدخل الأجنبي، لأن ارتباطاتها مع جهات خارجية قد تُستخدم كوسيلة لتمرير مصالح إقليمية على حساب الأمن السوداني، كما يُخشى أن تصبح هذه القوات أداة لخلق حالة من عدم الاستقرار، حيث قد تُمكن قوى خارجية من التدخل بفعالية أكبر في الشأن الداخلي السوداني تحت ستار "مساعدة مجموعات محلية".

وحول تأثير هذه القوات على مستقبل الشرق والسودان عمومًا، يقول شاويش إن ذلك "يعتمد على مدى استقلاليتها عن الجهات الخارجية، وقدرتها على الانصهار ضمن القوات النظامية، وعدم تحولها إلى ميليشيا مستقلة تضعف سلطة الدولة".

تقسيم السودان

من جهته، اعتبر المستشار بقوات الدعم السريع، الباشا طبيق، أن قوات "الأورطة الشرقية" تأتي ضمن مخطط تقسيم السودان، كما أنها تعد تدخلًا سافرًا من دولة إرتيريا في الشأن السوداني.

وقال طبيق، في تدوينة على منصة "إكس"، إن الرئيس الإرتيري، أسياسي أفورقي، فتح أربعة معسكرات في بلاده لتدريب المرتزقة وحركات "مصطفى تمبور والأمين داوود"، ما وصفه بالتدخل السافر في الشؤون الداخلية للسودان، ويؤدي إلى صراع قبلي في إقليم الشرق الذي يضم أكثر من 7 حركات مسلحة أخرى.

وأضاف أنه "من المؤسف أن تُنفذ كل هذه المخططات الخطيرة، والاستخبارات العسكرية السودانية وجهاز المخابرات العامة جزءً منها، وبعلم وموافقة البرهان (قائد الجيش السوداني عبد الفتاح)"، قائلًا إن "السودان يسير نحو الهاوية والتمزق والانهيار الشامل".

وتساءل طبيق :"هل يتدخل أسياسي أفورقي عسكريًا في شرق السودان دون موافقة البرهان؟ وهل إشعال الحرب الأهلية في الشرق هو جزء من مخرجات القمة الثلاثية التي جمعت الرئيس المصري، والرئيس الإرتيري، والرئيس الصومالي؟".

أخبار ذات علاقة

bd23f6da-db2d-4e77-9ae1-bd132b8eae36

السودان.. "البجا" يفعل "حق تقرير مصير" الشرق ويشكل حكومة

غضب البجا

وفجرّ نشر قوات "الأورطة الشرقية" غضب قومية البجا المنتشرة في إقليم شرق السودان، ووجهت قيادات منها الاتهامات مباشرة إلى دولة إرتيريا بأنها تحاول التدخل في السودان، تحت غطاء الميليشيا الجديدة.

واستنكر القيادي في المجلس الأعلى لمؤتمر البجا، سيد علي أبو آمنة، السكوت على نشر قوة قبلية مسلحة للمعارضة الإرتيرية في أرض البجا.

وقال أبو آمنة، في تديوينة على "فيسبوك": "والله الذي لا إله إلا هو أن كلمة حق نصدع بها في وجه المخدم لهي أقوى وأكبر من بعض الجيوش الكرتونية المكممة، ووالله، وبقوة الله، ثم بدمائنا، إنه لن ينتشر جيش مجنسي المعارضة الإرتيرية في أرض البجا حتى نكون تحت تراب أرضنا، وبيننا الوقت".

وأردف: "أي قيادي بجاوي يسكت على مخطط دخول جيش جبهة تحرير إرتيريا لأرض البجا، فهو شخص يعمل مع نظام الخرطوم المزمن، وهو بالأحرى ضد شعبه وضد قضية البجا، لأن عمليتي تجنيس وتجييش فلول المعارضة الإرتيرية قام بهما نظام الخرطوم لأجل التغيير الديموغرافي في أرض البجا".

من جهته، قال المتحدث باسم تحالف القوى المدنية لشرق السودان، صالح عمار، إن الحركات المسلحة في شرق السودان، بعضها صنيعة الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش السوداني، وأخرى أتت نتيجة لتطورات الحرب وتسببها بإيجاد الميليشيات المسلحة، من خلال إحساس البعض بعدم الشعور بالأمان عبر متابعة ما يجري في مناطق الصراع.

وأكد عمار، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن هذه الحركات المسلحة نشأت على الحدود مع إرتيريا، مشيرًا إلى أن أغلب هذه الميليشيات ما زال موجودًا هناك.

وأضاف: "نحن ندعوهم إلى الاستمرار في موقف الحياد، وعدم الانخراط في الحرب؛ لأن الشرق ليس له علاقة بالصراع الحالي بين الجيش وقوات الدعم السريع، وغير مستفيد منه، بل هو متضرر من الحرب، وليس له مصلحة في الانحياز لأي طرف من أطرافها"، وفق تعبيره.

وشدد عمار على أنه "ليس هنالك من سبب يجعل أهل الشرق يموتون في حروب عبثية، بينما هم في الأصل ظلوا لعقود يعانون الظلم والفقر، وتردي الأوضاع، وكل معاني التهميش من الدولة"، بحسب قوله.

وتابع: "أدعو قادة هذه الحركات في شرق السودان إلى التعقل، وألا يزجّوا أهل الإقليم في معارك ليس لهم فيها مصلحة".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC