يرى خبيران أن إطلاق إسرائيل بالونات مراقبة حرارية فوق درعا يمثل تحولاً في أدوات المراقبة الإسرائيلية، في وقت تشهد فيه المنطقة تصاعداً في التوترات الأمنية.
وتأتي هذه الخطوة غير المسبوقة منذ اندلاع الحرب في سياق المخاوف الإسرائيلية من وجود فصائل فلسطينية ومجموعات موالية لإيران وميليشيا حزب الله بالقرب من حدودها.
ويشير الخبيران إلى أن هذه البالونات قد تكون جزءاً من منظومة مراقبة متطورة تهدف إلى رصد أي تحركات عسكرية محتملة، خاصة مع تصاعد التهديدات الصاروخية في المنطقة.
وتعكس الخطوة حالة الترقب الإسرائيلية حيث تزداد المخاوف من استغلال الفصائل المسلحة للفوضى القائمة لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل.
حول هذا الموضوع، قال رئيس المكتب السياسي للمجلس العسكري في الجنوب السوري إن البالونات الحرارية تستخدم لأكثر من غرض، لكن الغرض الرئيسي منها في حال وجود صواريخ موجهة حرارياً تستطيع إنزالها، وإذا كان هناك عبور لمسيرات تتضمن ترددات معينة يستطيع البالون الحراري التشويش عليها.
وأضاف لـ "إرم نيوز" أن من الممكن أن يستخدم البالون الحراري أيضاً كفخ لاصطياد الصواريخ الحرارية، لكن مسألة أن يكون فيه تقنيات مراقبة (كاميرات) هذا يتعلق بحسب نوع المنطاد وبحسب الدولة المصنعة له.
وأوضح أنه فيما يتعلق بوجود فصائل فلسطينية وأخرى مرتبطة بإيران وحزب الله، من المرجح ذلك، خاصة وأن القوات الإسرائيلية قامت بعدد من المداهمات خلال الفترة الماضية واعتقلت ستة أشخاص من منطقة "بيت جن" بتهمة الانتماء لحركة حماس.
وأشار إلى أن القوات الإسرائيلية أيضاً قامت بعدة اقتحامات صادرت من خلالها أسلحة متطورة في المناطق المتاخمة للحدود اللبنانية في جبل الشيخ منعاً لوصولها لحزب الله، وحدث نفس الأمر في ريف درعا الغربي، انطلاقاً من إحداث ثغرة ما مستقبلاً مثل انهيار الموقف الدفاعي ما قد يشكل عقبة أمام إسرائيل، لا سيما وأن تركيزها على المعركة الجوية أكثر من البرية، بالتالي من الممكن استغلال هذا الأمر.
وبيّن أن هذا الرصد الإسرائيلي احترازي أكثر منه الخوف من الاقتحام والدخول في معارك لأن خصومها أضعف من أن يقوموا بهكذا مغامرة، فضلاً عن أن إيران فقدت نفوذها نهائياً مع سقوط حليفها الأسد، بما في ذلك حماس التي تعرف ثمن تورطها في سوريا في حال أقدمت عبر فصائلها إلى عمل ما.
من جانبه، قال مصدر عسكري سوري مقرب من لواء الجبل رفض الكشف عن هويته، إن هذه البالونات تُعد جزءاً من منظومة مراقبة استخباراتية متقدمة، تهدف إلى تتبع أي نشاط عسكري لفصائل "معادية" لإسرائيل بصرف النظر عن تبعيتها لأي جهة، والتي قد تستغل فوضى الأوضاع الحاصلة.
وأضاف لـ "إرم نيوز" أن هذا التحرك يتقاطع مع التصريحات الإسرائيلية المتكررة التي تؤكد ضرورة إبقاء الجنوب السوري منطقة منزوعة السلاح، حفاظاً على "أمن الحدود الشمالية"، فضلاً عن أن الحرب الدائرة الآن بين إسرائيل وإيران قد تحرك بعض الخلايا النائمة رغم استبعاد هذه الفرضية.
وخلص إلى أن هذه الإجراءات قد تعرّض الجنوب السوري لتحولات أمنية خطيرة، والمساهمة في زعزعة الاستقرار في وقت حتى إسرائيل نفسها لم تستقر بعد في مناطق سيطرتها في الجنوب، لكن وكعادة الإسرائيليين، كل ممارساتهم تُبنى على أسس استخباراتية وتجسسية لضمان السيطرة جواً وبراً.