logo
العالم العربي

مصادر سودانية: البرهان اختار "إدريس" لتسويق نظامه المعزول

مصادر سودانية: البرهان اختار "إدريس" لتسويق نظامه المعزول
كامل إدريس يؤدي اليمين أمام البرهانالمصدر: وكالة السودان للأنباء
04 يونيو 2025، 7:01 ص

غلبت على التحليلات والنقاشات التي أعقبت تعيين كامل إدريس رئيسا لوزراء حكومة بورتسودان، قناعة بأن الخطوة تمثل محاولة يائسة من الجنرال البرهان لإضفاء غطاء من المشروعية على سلطته المعزولة، عبر اختيار شخصية تفتقر إلى الحضور السياسي والشعبي، مما يسهل التحكّم بها، كما ترى مصادر سودانية.

وقالت المصادر إن خطاب  إدريس الأول الأحد الماضي، جاء ليرضي البرهان وحلفاءه من الإسلاميين؛ إذ وصف الحرب الدائرة في السودان بأنها "معركة وجود وكرامة" – وهي الشعارات ذاتها التي يرفعها قادة قوات بورتسودان بإيعاز من الحركة الإسلامية، في محاولة لتعبئة الرأي العام خلفهم والتغطية على الخسائر الكبيرة التي تكبدتها قواتهم في الميدان.

وذكرت مصادر متعددة لـ"إرم نيوز" إن الهدف الأساسي من تعيين كامل إدريس رئيسا للحكومة من قبل البرهان، يرتبط بخلفية الرجل الدولية؛ إذ سبق له أن شغل مناصب في المنظمة العالمية للملكية الفكرية ويتمتع بعلاقات خارجية واسعة، ما يراهن عليه البرهان كمحاولة لفك العزلة السياسية والدبلوماسية عن حكومته غير المعترف بها إقليمياً ودولياً.

وأفاد مصدر طلب عدم الكشف عن هويته، سبق له العمل مع كامل إدريس لسنوات، بأن الأخير لا يمتلك أي رصيد سياسي أو فكري يؤهله لتولي رئاسة الحكومة، فضلا عن افتقاره لفهم عميق لتعقيدات الأزمة السودانية الراهنة، وما أفرزته الحرب من واقع جديد بالكامل.

وقال المصدر إن كامل إدريس بات أقرب إلى "سكرتير انقلاب" منه إلى رئيس وزراء فعلي، مرجّحا ألا يكون له أي دور حقيقي في صنع القرار، معتبرا أنه قدّم نفسه كورقة بيد النظام العسكري بقيادة البرهان، بهدف التغطية على فشل الأخير المتواصل منذ انقلابه على الحكومة المدنية الانتقالية في أكتوبر/ تشرين الأول 2021.

أخبار ذات علاقة

كامل إدريس والبرهان

تعيين كامل إدريس يفاقم الانقسام داخل معسكر البرهان

 ورأت المصادر أن "إدريس لن يشكّل عقبة أمام عودة الإخوان إلى السلطة، رغم الخلافات القائمة بينهم وبين قائد قوات بورتسودان، الطامح بدوره إلى الاستمرار في حكم البلاد".

ودللت على ذلك بمضامين خطابه الأول، الذي جاء "منحازا" بشكل واضح لحكومة الحرب في بورتسودان والميليشيات المتحالفة معها، مشجّعا على مواصلة القتال، في وقت كان يُنتظر منه أن يطرح خريطة طريق نحو وقف الحرب وإنهاء معاناة السودانيين.

وقالت المصادر إن تعيين كامل إدريس في ذروة الحرب لا يستند إلى اعتبارات داخلية بقدر ما يعكس حسابات خارجية؛ إذ يسعى قادة بورتسودان حاليا إلى فك تجميد عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي، وهو ما يتطلب اكتساب قدر من الشرعية على المستوى الإقليمي، ومن ثم، فإن وجوده في هذا المنصب الرمزي يكرّس فعليا هيمنة البرهان على موقع رئيس الوزراء إلى جانب رئاسته لمجلس السيادة.

وأضافت أن إدريس يفتقر إلى أي خبرة سياسية تُذكر، ولا ينتمي إلى أي تيار سياسي وازن داخل البلاد؛ ما يجعله في نهاية المطاف شخصية تابعة بالكامل للبرهان، لا تتجاوز وظيفته حدود "دمية في يده".

ووصفت تعيينه بأنه يمثل انقلابا ناعما من خلال تنصيب رئيس وزراء لا يتمتع بأي استقلالية، بل يُدار بالكامل من قبل العسكر، متوقعة أن تشهد المرحلة المقبلة عودة صريحة ومكشوفة لنظام البشير إلى واجهة الحكم.

أخبار ذات علاقة

أزمة الغذاء في السودان

يحاصرها الجوع وقوات البرهان.. الفاشر السودانية على حافة كارثة إنسانية

 ونبّهت المصادر إلى أن تعيين رئيس وزراء جديد وأداءه اليمين الدستورية مرا من دون أي تعليق رسمي أو غير رسمي من الولايات المتحدة، أو دول الاتحاد الأوروبي، أو حتى من دول الجوار العربي والأفريقي؛ ما يكشف عن تجاهل واضح للقوى الدولية التي تتمسك بحكومة مدنية لا يخضع قرارها للجيش السوداني.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC