إعلام سوري: انفجار سيارة في حلب وأنباء عن سقوط قتلى ومصابين
أكد خبراء أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يمارس ضغوطا ضخمة على مؤسسات الدولة اللبنانية وحكومتها الجديدة بشأن مصادر تمويل ميليشيا حزب الله.
وأشار الخبراء إلى أن هذه الضغوط تهدف للتضييق على "روح" الميليشيا مما يجعلها تواجه "أزمة بقاء"، بعد القضاء على قياداتها وعدد كبير من عناصرها في الحرب مع إسرائيل.
وقال أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور عبد المسيح الشامي، إن حزب الله تلقى ضربة كبيرة على يد إسرائيل قضت على الجانب الأكبر من القيادات ودمرت البنية التحتية والهيكل التنظيمي.
وأضاف الشامي أن "الهدف الذي يتعامل به ترامب في هذا الصدد، ممارسة ضغوط متعددة على الحكومة اللبنانية، لمنع أي ترميم للميليشيا اللبنانية خلال الفترة المقبلة بدعم إيراني عبر القيادات القليلة المتبقية.
وأوضح في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أنه "على الرغم من أن إيران اليوم غير قادرة على إعادة ترميم التنظيم بشكل أو آخر، مما يزيد فرص نهاية حزب الله، ولكن ترامب يريد محو أي أمل أو محاولة، حتى لو كانت مستقبلية، تسمح بعودة القدرات العسكرية للميليشيا اللبنانية".
وتابع الشامي أن القضية في أمريكا بعد ما جرى خلال العامين الأخيرين من مواجهة بين حزب الله وإسرائيل، تجعل أي رئيس أمريكي يتعامل بشكل فوري مع أي تهديد يوجه إلى تل أبيب، وبالطبع يكون الوضع له تعامل أكثر حسما وقوة مع ترامب.
وذكر أن حزب الله لم يعد قادرا عمليا على إعادة بناء نفسه من جديد لعدة أسباب من بينها أن هناك قرارا دوليا بأن تكون الضربة موجعة وتجعله بهذه الحالة.
واستطرد: "بجانب أن لبنان اليوم تغير واستعاد مؤسساته التي اكتملت مع انتخاب رئيس الجمهورية والمجيء برئيس للحكومة في وقت سقطت فيه قوة التنظيم على المستوى السياسي والأمني في لبنان، مقارنة بالسنوات الماضية".
من جهته، أكد الباحث السياسي اللبناني، باسم معلوف، أن أذرع إيران هدف أساس للولايات المتحدة، لاسيما أن ترامب يرى أن ما حققته طهران من تطلعات واتخاذ مواقع إقليمية مهمة في فترة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، جاء في ظل التساهل والتراخي معها في مشروعها النووي وعدم فرض العقوبات بالشكل الصحيح، بجانب عدم التعامل بحزم مع ميليشياتها.
وأضاف معلوف في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن ترامب يضع ضغوطا ضخمة على الحكومة اللبنانية في عدة نقاط تتعلق بضرورة اتخاذ كافة الإجراءات القانونية الخاصة بالتضييق على مصادر تمويل حزب الله.
وأكد معلوف أن هذه المصادر تعتبر "روح" الميليشيا حتى يتم الإجهاز أكثر على الجسد المنهك عسكريا بعد تدمير قدراته التسليحية والقضاء على قادته الأساسيين والعقول المدبرة وجانب كبير من العناصر الميدانية القتالية.
وأردف أن أبرز الضغوط التي تمارسها واشنطن على حكومة "سلام"، ضرورة التعامل القانوني مع أدوات التمويل الخاصة بحسابات وتحويلات تدخل للميليشيا بأشكال "مخفية" في ظل قاعدة بيانات بهذه الشبكة قدمتها لبيروت ومطلوب التعامل معها قانونيا في إطار التزامات لبنان الدولية في محاربة الإرهاب.
وأضاف أن الحكومة الجديدة تواجه "معضلة" تتعلق بضغوط واشنطن للقيام بهذه الإجراءات حاليا، حيث لا تريد الصدام مع مكون شعبي كبير ومؤثر في لبنان في إشارة إلى "الثنائي الشيعي" حزب الله وحركة أمل، في وقت تواجه فيه عدم انسحاب إسرائيل من الجنوب، مما يجعلها في صورة "الحكومة المتواطئة" حال القيام بأي إجراءات تجاه الميليشيا اللبنانية.
ولفت معلوف إلى أن ترامب يرى أن أكثر فريق من أذرع إيران يهدد أمن إسرائيل هو حزب الله، لذلك خطة العمل ليست على مستوى القضاء على قياداته وتدمير مقدراته فقط، ولكن استهداف ما هو أبعد من ذلك في كافة الجوانب سواء المرتبطة بعودته على الساحة السياسية اللبنانية.
وفي تصريحات سابقة لـ"إرم نيوز" قال الباحث في الشأن اللبناني، بسام رخيني، إن حزب الله يواجه أزمة مالية خانقة في ظل تجفيف أعمال اقتصادية له استهدفتها الحرب الأخيرة، فضلا عن وجود مراقبة وتتبع خارجي وداخلي لتحويل أموال من الخارج للحزب واحتياجات لوجستية، سواء عبر مطار بيروت أو المنافذ .
وأضاف رخيني أن الأزمة المالية تتفاقم خاصة مع ارتباط التنظيم بتوفير نفقات معيشة لأسر وعائلات لقيادات وعناصر من حزب الله، وما يجري من تضييق على تحويل الأموال إلى الداخل وقانونية استلامها في ظل ما تتعرض له مكاتب تحويل وصرف تابعة لحزب الله لمعايير وآليات مشددة، وذلك في إطار التعامل بحصار أي تمويل للتنظيم.