خلّفت الاشتباكات المسلحة بمدينة الزاوية، غربي العاصمة طرابلس، 4 قتلى وعددًا من الجرحى، حتى فجر الجمعة.
واندلعت هذه الاشتباكات بين كتيبة "السلعة" بإمرة عثمان اللهب، وأخرى تابعة لقوة الإسناد الأولى بقيادة محمد بحرون الملقب بـ"الفأر".
وأفادت مصادر ليبية لـ"إرم نيوز"، بأن "المواجهات بالأسلحة المتوسطة والخفيفة اندلعت على خلفية العثور على شاب مقتول داخل سيارته في ظروف غامضة في منطقة الحرشة جنوب الزاوية، المدينة الساحلية الواقعة على بعد 40 كيلومترًا غرب العاصمة طرابلس".
وعقب ذلك، تداولت جهات ليبية في المدينة، أسماء مشتبه بهم يُعتقد بانتمائهم إلى ميليشيات محلية تقف وراء حادثة الاغتيال.
وتحرك لواء المشاة 52 وقوة من جهاز مكافحة التهديدات الأمنية لتنفيذ عملية توقيف في محيط الحرشة، لكن مسلحين من الكتيبة 103 مشاة المعروفة باسم "السلعة" اعترضوا على العملية، فتوسع الاشتباك خلال لحظات.
وتعرض رتل تابع للسلعة للرماية في محيط الإشارة الضوئية بالحرشة، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى على الطريق الساحلي للزاوية.
وأعلن جهاز الإسعاف والطوارئ عن غلق كامل للطريق الساحلي اعتبارًا من الإشارة الضوئية "أولاد صقر" وحتى "بوابة الحرشة"، مع إغلاق مطار الزاوية وامتداد الاشتباكات نحو محيط المصفاة النفطية، ما أثار قلقًا بشأن تأثيرها على المنشآت الحيوية. وأهاب الجهاز بكافة مرتادي الطريق توخي الحذر الشديد واستخدام طرق بديلة لتفادي المنطقة المذكورة.
أما رئيس جهاز دعم الاستقرار حسن بوزريبة، فقد أعلن تدخل الجهاز للفصل في الاشتباكات الدائرة، بينما دخل أعيان وحكماء المدينة على الخط خلال ساعات الليل، ما أعاد الهدوء تدريجيًا مع انتشار قوات تابعة لوزارة الداخلية في محيط الحرشة.
وعلى الرغم من عودة الهدوء تدريجيًا صباح الجمعة إلى المنطقة، يبقى الوضع مرشحًا للانفجار مجددًا في ظل غياب الترتيبات الأمنية بين الأطراف المتحاربة.
ومعروف عن الزاوية، التي يربطها طريق سريع مع طرابلس ومعبر رأس جدير الحدودي مع تونس، أنها خرجت تقريبًا من سيطرة الدولة، إذ ينشط بها عدد كبير من المجموعات المسلحة النافذة.
وللإشارة، شهدت ليبيا قبل نحو أسبوعين حادثة مقتل زوجة عضو ملتقى الحوار السياسي الليبي عن مدينة الزاوية معاذ المنفوخ، في منطقة السراج بطرابلس، بعد إصابتها برصاص في الرأس أثناء هروبها من سيارتها جراء مطاردتها من مسلّحين.
