logo
العالم العربي

هل تنجح باريس في إنقاذ الاتفاق المتعثر بين دمشق وقسد؟

هل تنجح باريس في إنقاذ الاتفاق المتعثر بين دمشق وقسد؟
اتفاق سابق بين الشرع ومظلوم عبديالمصدر: أ ف ب
24 يوليو 2025، 1:48 م

يرى خبراء أن المحادثات المرتقبة في باريس بين قائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" مظلوم عبدي ووزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، برعاية فرنسية قد تشكل منعطفاً حاسماً في مسار تطبيق اتفاق الشرع/ عبدي المتعثر.

هذه الجهود تأتي بعد فشل اللقاءات السابقة برعاية أمريكية في دمشق؛ ما يدفع باريس لطرح نفسها كوسيط جديد قد يتمكن من كسر الجمود السياسي.

ويشير الخبراء إلى أن فرنسا تسعى من خلال هذه المبادرة إلى تعزيز دورها كلاعب رئيسي في الملف السوري، ويأتي أيضاً في إطار المنافسة الإقليمية على أدوار الوساطة، حيث تحاول باريس تقديم نفسها كبديل فعال.

بالتالي، فإن نجاح هذه المبادرة سيعتمد بشكل حاسم على مدى استعداد الأطراف الدولية والإقليمية لدعم المسار الفرنسي، ومدى مرونة النظام السوري في تقديم تنازلات فعلية.

أخبار ذات علاقة

من توقيع الاتفاق بين الشرع وعبدي

"قسد" تكشف تفاصيل لقاء مظلوم عبدي بلجنة الحكومة السورية

دور محوري 

وحول هذا الموضوع، قال رئيس حزب السلام الديمقراطي الكردستاني طلال محمد إن باريس تلعب دوراً محورياً في دفع عملية الحوار السوري، بما في ذلك بين القيادة الكردية ودمشق، لكنها لم تظهر حتى الآن كـ"عراب" حصري لاتفاق الشرع/عبدي بل هي منصة للضغط والدعم الدولي والانخراط السياسي المشترك.

وأضاف في تصريح لـ"إرم نيوز" أن فرنسا تسعى لتكون جزءاً من إطار دولي داعم للتسوية، لكنها ليست الجهة الوحيدة؛ فالإدارة الأمريكية لا تزال العامل الضاغط والمحرك الفعلي، مع إشراف من مشاريع متعدّدة دولياً، كما أنها تسعى وتدعم الحلول السياسية وتخفيف العقوبات.

وأشار إلى أن الدور الفرنسي المحتمل يمكن أن يتوسع لو تصاعد الضغط الدولي، لكنه حتى الآن ضمن إطار دعم دولي مشترك وليس رعاية منفردة، مؤكداً أن باريس تلعب منذ سنوات دورا دبلوماسيا داعما للقضية الكردية في سوريا، وقد فتحت أبوابها مرارا لقادة الإدارة الذاتية، وشددت على ضرورة التوصل إلى حل سياسي عادل يشمل المكونات السورية كافة.

منصة دبلوماسية دولية

وأوضح طلال محمد، أنه في حال تطورت الأمور نحو مبادرة فرنسية متكاملة، فإن السيناريو المرجح يتمثل في أن تشكل باريس منصة دبلوماسية دولية لحماية ما تم التوصل إليه مبدئيا في اتفاق "الشرع/عبدي"، سواء عبر مؤتمر دولي مصغر، أو من خلال آلية فرنسية-أوروبية لتثبيت الضمانات التنفيذية، على غرار اتفاقيات لبنانية سابقة رُعيت أوروبياً.

واختتم السياسي قوله، إنه في حال فشل مسار دمشق المدعوم أمريكيًّا، قد تتحول باريس إلى وجهة بديلة لحوار سياسي غير رسمي بين دمشق والإدارة الذاتية. لكن تحويل فرنسا إلى "عرّاب فعلي" للتسوية يتطلب توافقاً دولياً، وضمانات أمريكية، واستعداداً سوريّاً لتقديم تنازلات فعلية وفق تعبيره.

أخبار ذات علاقة

توماس باراك

توماس باراك.. هل يحرّك "المياه الراكدة" في ملف أكراد سوريا؟

حماية الأقليات 

من جانبه قال رئيس منظمة كرد بلا حدود كادار بيري لـ"إرم نيوز" إن المتوقع أن يحضر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذه الاجتماعات وأيضاً من المتوقع أن يكون هناك اجتماع ثلاثي بين الجنرال عبدي والمبعوث الأمريكي توماس باراك وماكرون، وهذا يؤكد على الدور الفرنسي بأن فرنسا لها الدور البارز، بمعنى أنه لن يكون هناك أي جديد في سوريا دون موافقة فرنسية خاصة وأنها تعتبر سوريا من حصتها كما لبنان، وفق تعبيره.

مواقف إيجابية

وبيّن كادار بيري أن المواقف الفرنسية تجاه سوريا تصب في أن يكون هناك حل يرضي جميع السوريين بعيداً عن اللون الواحد، كما أن فرنسا أكدت حماية الأقليات والأكراد بشكل خاص وأن يشاركوا في الحكومة السورية الموعودة مستقبلاً.

وختم حديثه بالقول، إن الجميع يترقب نتائج هذا الاجتماع الذي سيُعقد يوم الجمعة (25 يوليو/ تموز) خاصة لجهة التوافق بما يرضي الأطراف جميعاً.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC