logo
العالم

بعد انسحاب ترامب.. ماكرون يخطط لإعادة توازن النفوذ الدولي عبر اليونسكو

بعد انسحاب ترامب.. ماكرون يخطط لإعادة توازن النفوذ الدولي عبر اليونسكو
منظمة اليونسكوالمصدر: رويترز
23 يوليو 2025، 5:29 م

في مشهد يعيد رسم الانقسام المتزايد بين الضفة الأطلسية والمؤسسات الأممية، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعمًا غير مشروط لمنظمة اليونسكو.

يأتي ذلك ردًا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب مجددًا من المنظمة الأممية بدعوى أنها تروّج لأجندات "ثقافية واجتماعية تقسيمية".

وبينما ترى باريس أن اليونسكو تمثل حصنًا كونيًا لحماية التعليم والثقافة والعلم، رحّبت إسرائيل بالانسحاب الأمريكي، معتبرة أنه انتصار سياسي ومعنوي لها.

أخبار ذات علاقة

وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر

إسرائيل ترحب بالانسحاب الأمريكي من "اليونسكو"

 وفي هذا السياق، قال الأستاذ الفخري في معهد الدراسات السياسية في باريس، والباحث الأكاديمي المنتسب لمركز الدراسات والبحوث الدولية، برتران بادي، إن "انسحاب الولايات المتحدة من اليونسكو لا يتعلق فقط بالخلاف حول ما يسمّى بالأجندات "الواوكية"، بل يعكس توجهًا أوسع نحو تفكيك الالتزام الأمريكي بالنظام المتعدد الأطراف منذ إدارة ترامب". 

واعتبر بادي، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن هذا الانسحاب يمنح باريس فرصة لإعادة التأكيد على دورها القيادي داخل المنظمات الأممية، خاصة في الدفاع عن الثقافة والتعليم كقضايا إنسانية تتجاوز الانقسامات السياسية.

وأضاف أن هذا القرار "قد يُضعف التمويل، ويؤثر على بعض البرامج قصيرة الأجل، لكنه يعزز تماسك الدول الأعضاء الأخرى حول رؤية أكثر استقرارًا وتعاونًا بعيدًا عن الحسابات الداخلية الأمريكية".

وأشار بادي إلى أن موقف الرئيس الفرنسي يعكس "تصميمًا إستراتيجيًا على إعادة التوازن للنفوذ الدولي داخل منظمات الأمم المتحدة، في وقت تتزايد فيه التوترات بين القوى الكبرى بشأن القيم والمعايير الثقافية".

ووفق محطة "بي.إف.إم" التلفزيونية الفرنسية، أعرب الرئيس الفرنسي عن دعمه المطلق لليونسكو، قائلًا عبر منصة "إكس": "دعمنا غير المشروط لليونسكو، الحامية العالمية للعلم، والمحيطات، والتعليم، والثقافة، والتراث العالمي".

وأضاف ماكرون: "انسحاب الولايات المتحدة لن يُضعف التزامنا إلى جانب جميع من يدافعون عن هذه القضايا"، في إشارة إلى التراجع الجديد لإدارة ترامب تجاه المنظمة الأممية.

أجندات "واوكية" 

وخلال إعلانها عن الانسحاب الجديد من اليونسكو، وجهت الولايات المتحدة اتهامات للمنظمة بأنها تروّج لأجندات ثقافية واجتماعية مثيرة للانقسام.

ووصف ترامب هذه الأجندات بأنها "واوكية" بشكل مفرط، في موقف ليس بالجديد؛ إذ سبق أن قرر ترامب الانسحاب من اليونسكو العام 2017 أثناء ولايته الأولى.

وقالت نائبة المتحدث باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، في تصريح لتبرير قرار الرئيس: "هذا الرئيس يضع أمريكا أولًا دائمًا، وسيحرص على أن تكون عضويتنا في أي منظمة دولية متوافقة مع مصالحنا الوطنية".

أخبار ذات علاقة

منظمة اليونسكو

"اليونسكو": الانسحاب الأمريكي من المنظمة "مؤسف"

 رد اليونسكو وإسرائيل

من جهتها، علّقت اليونسكو على القرار الأمريكي عبر منصة "إكس"، معتبرة أن هذا القرار "كان متوقعًا"، لكنها قالت إنه "مؤسف".

وفي المقابل، لم تخفِ الحكومة الإسرائيلية سعادتها بالقرار الأمريكي، إذ رحب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، بهذا الموقف، ووجه الشكر لواشنطن على ما وصفه بـ"الدعم المعنوي".

وقال ساعر في منشور له على "إكس": "هذه خطوة ضرورية تهدف إلى تعزيز العدالة وحق إسرائيل في معاملة منصفة داخل منظومة الأمم المتحدة، وهو حق كثيرًا ما تم انتهاكه بسبب تسييس هذه المنظمة" وفق قوله.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC