اعتبر صحيفة "معاريف" العبرية، أن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة يقتصر على المواقف الرسمية فقط تغاير الواقع تمامًا، مؤكدة أنه لن يُقيد "تحركات" الجيش الإسرائيلي في القطاع والمنطقة.
وقالت إن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لن يقوض حرية الجيش الإسرائيلي، أو يمنعه من ترسيم خطوطه الحمراء في القطاع عبر إطلاق النار بين فينة وأخرى على معاقل حركة حماس.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن الجيش الإسرائيلي يدرك، في الوقت الراهن أكثر من أي وقت مضى، أن "الحرب ربما انتهت رسميًا، لكن يبدو أن القتال قد يستمر لفترة طويلة جدًا".
وبيّن أن "الواقع في الشرق الأوسط يؤكد أن إبرام الصفقات، وإطلاق سراح الرهائن، وعقد مؤتمرات السلام شيء، والإبقاء على ذراع إسرائيل العسكرية قوية وفعالة شيء آخر".
ونوهت "معاريف" إلى أن "إسرائيل لن تتمكن من إدارة أجندتها في منطقة الشرق الأوسط، إلا من خلال الاعتماد على القوة، فهى الوحيدة القادرة على تحقيق الرخاء الاقتصادي والاجتماعي".
وأوضحت أنه "إذا كان هناك درسان يجب على إسرائيل استيعابهما والتمسك بهما باستمرار، فهما: اليقظة التامة ليلًا ونهارًا، وتبني عقيدة أننا نعيش في غابة شرق أوسطية، واللغة المتداولة هنا هي القوة والجبروت".
وتطرقت الصحيفة العبرية إلى بعض عمليات إسرائيل العسكرية في جبهات أخرى غير قطاع غزة، ومنها إعلان ميليشيا الحوثيين، يوم أمس الخميس، اغتيال رئيس أركان جيش الحوثي محمد الغماري قبل نحو شهرين، وذلك في إطار هجوم للجيش الإسرائيلي، تم خلاله القضاء على كبار مسؤولي النظام الحوثي في الـ28 من شهر أغسطس/آب الماضي.
ووفقًا لتقديرات الجيش الإسرائيلي، تلقّى الغماري تدريبات على أيدي ميليشيا حزب الله اللبنانية، والحرس الثوري الإيراني في سوريا ولبنان وإيران.
وخلال حرب "السيوف الحديدية" في قطاع غزة، كان الغماري مهندسًا لخطط إطلاق صواريخ أرض - أرض وطائرات مسيرة وصواريخ "كروز" على إسرائيل، وكذلك على سفن تجارية مدنية دولية تبحر في البحر الأحمر، ما أدى، إلى الإضرار بالاقتصاد العالمي، وفقًا لبيان صادر عن الجيش الإسرائيلي.
وعلى مدار عدة أشهر، حاولت اليمن وإيران التعتيم على مقتل الغماري، على اعتبار أن الإعلان عن اغتياله يؤثر سلبًا على أداءات الحوثيين العسكرية.
وفي الجنوب اللبناني، لا تتوقف آلة الحرب الإسرائيلية عن إثبات حضورها، ومساء أمس الخميس، حلقت طائرات سلاح الجو فوق سهل البقاع اللبناني، وهاجمت مستودعين ضخمين للأسلحة تحت الأرض.
وقالت إسرائيل إن ميليشيا "حزب الله" تخزن في المستودعين أسلحة متطورة، وإن الميليشيا تحاول الوصول إليهما لاستخراج الصواريخ والأسلحة.
وذكرت "معاريف"، أن "ميليشيا حزب الله تسعى لتغيير الواقع، عبر استعادة السيطرة على ترسانة الصواريخ، لتستطيع بها توجيه ضربات لجبهة إسرائيل الشمالية أو حتى الوسطى"، وذلك في محاولة من الصحيفة العبرية لتبرير العملية.
