رأى محللون أن إسرائيل "نجحت" في استثمار جبهة سوريا من أجل تحقيق أهداف عدة، بالتزامن مع الحرب التي تشنها على قطاع غزة.
واعتبر مسؤولون إسرائيليون، بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن سقوط نظام بشار الأسد يمكن أن يُستثمر لفرض معادلات جديدة في الشرق الأوسط، ويساهم في تحسين فرص التوصل لاتفاق تهدئة مع حركة حماس، وتعزيز المكتسبات العسكرية في غزة.
وذكر مقال تحليلي نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية أن "سقوط نظام الأسد قد يوفر الآن دفعة إضافية أكثر أهمية لنتنياهو في الزخم نحو وقف إطلاق النار في قطاع غزة".
وحسب المقال، فإن "ذلك ليس فقط لأن سقوط الأسد يتيح لنتنياهو تقديم رواية عن هزيمة ساحقة وإن كان مبالغا فيها ومتسرعة في هذه المرحلة لمحور إيران؛ بل لأنه يوفر له بديلاً لحالة الطوارئ التي يحتاجها بشدة من الناحية السياسية".
وأوضح أن "التحرك العسكري الإسرائيلي على جبهة سوريا يمثل معركة تحظى بإجماع مدني واسع النطاق للدفاع عن إسرائيل من خطر محتمل لتمركز تنظيمات معادية لإسرائيل على الحدود. ويمكن لنتنياهو استبدال الحرب في غزة بحرب على الجبهة السورية".
وأضاف المقال: "يمنح ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي فرصة لمواصلة استغلال العذر السياسي لإحداث انقلاب سياسي والتهرب من المساءلة".
بدوره، يرى المحلل السياسي علي السرطاوي أن "خسارة حركة حماس حليفا جديدا من حلفاء إيران سيكون سببًا بقبولها تقديم تنازلات أكبر من السابق من أجل التوصل لاتفاق تهدئة مع إسرائيل"، مرجحا أن انهيار النظام في دمشق لم يكن في حسابات الحركة.
وقال السرطاوي لـ"إرم نيوز" إن "سقوط النظام بسوريا ضيّق خيارات حماس وأبعدها عن المنطقة، وسيكون سببًا في قبولها بالضغوط الإقليمية والدولية التي تمارس عليها، في حين وسّع خيارات إسرائيل وزاد قوتها العسكرية والسياسية".
وأضاف أن "إسرائيل تحتاج للتخفيف من تواجدها العسكري في غزة، والانتقال للعمل في جبهة سوريا وتعزيز قوتها الأمنية والعسكرية قرب الجولان، على الرغم من ضمانها عدم إمكانية إقدام القوى الجديدة على تنفيذ أي عمليات عسكرية ضدها".
وتابع السرطاوي: "الإسرائيليون يدركون الخسارة الكبيرة التي منيت بها حماس بسبب تحييد حزب الله أولًا ثم سقوط نظام الأسد، ذلك سيفيد إسرائيل بالرؤية الجديدة المتعلقة بالشرق الأوسط والتوازنات السياسية والعسكرية".
ومن ناحيته، رأى عضو الكنيست السابق إمطانس شحادة أن "نتنياهو يدرك أهمية استغلال الأحداث في سوريا لفتح جبهة توتر أمني وعسكري جديدة، ذلك يمكّنه من مواصلة التهرب من المطالبات المتعلقة بمحاكمته وعزله".
وقال شحادة لـ"إرم نيوز" إن "الحرب في غزة تشارف على نهايتها، الأمر الذي يتزامن مع تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، ونتنياهو معني بالتوصل لاتفاق تهدئة يعزز قوته السياسية داخليًا وخارجيًا".
وأضاف أن "الاتفاق مع غزة سيدعم أيضًا خطط نتنياهو المتعلقة بتوسيع العمليات العسكرية على مختلف المحاور، خاصة أنه سيخلصه من الضغوط المتعلقة بحياة الرهائن في غزة".
وقدّر شحادة أن "نشهد تحولات جذرية في السياسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية تجاه غزة، وستعمل حكومة نتنياهو على استثمار ذلك لاستمرار ائتلافها الحكومي، والمضي قدمًا لتشكيل الحكومة الجديدة عقب انتخابات الكنيست المقررة في سبتمبر/أيلول المقبل".