مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان

logo
العالم العربي

السفير بركات الفرا لـ"إرم نيوز": الاعتراف بفلسطين سيتجاوز رفض واشنطن

السفير بركات الفرا

استبعد السفير بركات الفرا نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية سابقا والسفير الفلسطيني بالقاهرة سابقا، أن ينجح المخطط الأمريكي الإسرائيلي في إفشال أو حتى تأجيل الاعترافات الغربية المرتقبة بدولة فلسطينية خلال اجتماعات الجمعية الدورية للأمم المتحدة، رغم قوة الترتيبات المضادة.

وذكر الفرا في حوار مع شبكة "إرم نيوز" بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس لن يعلن قيام الدولة الفلسطينية في هذه الأجواء، وتوقع أن تطول حرب غزة بسبب الأبعاد المعقدة من ورائها.

وأكد الفرا أن الغزيين باقون في أرضهم رغم تفاقم الأزمة الإنسانية الكارثية، ورغم الضغوط الوحشية، موضحا أن الفرار من التجويع والحرب ليس هجرة، داعيا لمخطط مضاد في مواجهة مخططات التهجير، لدعم أهالينا في غزة.

وتاليا نص الحوار:

هل ينفذ نتنياهو خطة الاحتلال الكامل لغزة بتفاصيلها أم أنها للتهديد وإعادة حماس للمفاوضات كما يروجون الآن؟

قطاع غزة بالفعل محتل 80% من مساحته، والقوات الإسرائيلية موجودة في كل مكان، وسبق ودخلت المناطق المستهدفة هذه المرة، وقامت بعمليات وخرجت منها، لكن بالطابع احتلال غزة أو أي جزء آخر تريده إسرائيل وارد جدا.

إلا أن العالم استيقظ ويرفض الاحتلال الكامل الآن، فقط بسبب مشاهد التجويع العصيبة التى يعاني منها أبناؤنا وأسرنا في غزة، وكأن الحرب بدأت اليوم فقط، وليست مشتعلة منذ عامين، وكانوا يدعمونها ولم يتحركوا لإيقافها.

هناك أرقام تروجها إسرائيل حول المهجرين من غزة بذريعة المرض والخوف، مع اتساع الدول الموافقة على استيعاب أعداد منهم، فهل تتوقع أن يترك الغزيون القطاع تحت وحشية الهجمات والتجويع؟

الفرار من الموت ليس هجرة، لكني أؤكد لكم أن الغزيين، هذا الشعب العتيد، لن يغادر غزة، فهي وطنهم، والأرض غالية وعزيزة، فقد ضحينا من أجلها، ولن نتراجع عنها، مهما كانت الضغوط المميتة.

الكثيرون يتهمون حماس بأنها تتخذ مواقف تمنح إسرائيل من خلالها الفرصة لتعطيل خطط وقف الحرب، فما معلوماتك وتصورك؟

 حماس لا يعنيها إلا حماس، والحركة التي تعتبر نفسها مقاومة، لا تهتم بالشعب الفلسطيني بتاتا، فقط مصالحها، ويقول ذلك قياداتها علانية، حتى محمود الزهار اعتبر فلسطين مسواكا يستخدم للفم، وقال إن فلسطين ليست موجودة على الخريطة، وأبو مرزوق باع أهل غزة تماما، ورفع يد حماس عنهم، وتركهم وحدهم في مواجهة إسرائيل، في الوقت الذي حددوه هم.

وفق معلوماتك ماذا سيحدث في اجتماع جمعية الأمم المتحدة، وهل تنجح واشنطن وتل أبيب في إفشاله أم تعلن الاعترافات الغربية رسميا بدولة فلسطينية؟

 حسب معلوماتي، هناك مخطط يتم الترتيب له بين أمريكا وإسرائيل لإفشال الخطة العربية الغربية، لكنهما لن ينجحا هذه المرة؛ لأن العالم مستاء منهما لضربهما عرض الحائط بالقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان؛ إذ تصل الأزمة المتفاقمة في غزة لمستويات كارثية لم تتكرر في التاريخ، يرصدونها بأنفسهم.

وهل يعلن أبو مازن الدولة الفلسطينية، في هذه الأجواء، وكيف سيكون أقليمها وصلاحياتها في ظل مخطط فرض السيادة الإسرائيلي؟

لا أعتقد ذلك؛ لأن إعلان الدولة يحتاج لترتيبات كثيرة جدا، ولو كان الرئيس أبو مازن ينوي ذلك لأعلنها منذ عام 2012، عندما اعترفت الأمم المتحدة بفلسطين دولة مراقب.

 لكن الأجواء مختلفة الآن، والزخم العالمي أكثر قوة لصالح دولة فلسطينية ولكن وفق رؤيتي وكواليسي، أستبعد حدوث ذلك، رغم أني وكل الشعب الفلسطيني يتمنون هذا اليوم بالطبع.

ـ تعالى صوت الوزير بن غفير مطالبا نتنياهو بتفكيك السلطة الفلسطينية كعقاب على أنباء إعلان أبو مازن الدولة.. فهل يفعلونها؟

السلطة الفلسطينية بالفعل في حالة صعبة جدا، وإذا استمر الحصار المالي والحرب الاقتصادية والسياسية ضدها، مع استيلاء إسرائيل على أموال السلطة، تزامنا مع بناء المزيد من المستوطنات ومواصلة اقتحامات المسجد الأقصى بهذه الأعداد من المستوطنين، واستمرار الحرب ضد المخيمات بالضفة، بحجة منع سيناريو 7 أكتوبر فيها، ومن دون دعم مالي عربي ودولي مع استمرار حرب غزة، ستنهار السلطة بالطبع، حتى من دون مطالبة بن غفير.

لماذا ترفض إسرائيل حتى الآن خيار تفكيك السلطة هذا، في تقديرك، رغم رفض تل أبيب لأي دور للسلطة في غد غزة؟

الأمر معقد بالطبع، فبخلاف الهجمة الدولية التي ستتصاعد ضدها وقتها، سيكون على الاحتلال تحمل مسؤولياته وفق القانون الدولي، وهو مثل أزمتهم في غزة الآن، مع الانهيار الاقتصادي الذي يعانون منه على خلفية استمرار الحرب منذ عامين، رغم المساعدات المدنية والعسكرية القياسية المقدمة من حلفائها وفي مقدمتهم الولايات المتحدة.

والهدف الإسرائيلي الأكبر من ذلك، هو تطويع الشرق الأوسط كما يريدون، وتحقيق الهيمنة الإسرائيلية الأمريكية على المنطقة، وإنهاء القضية الفلسطينية تماما، واستمرار محاربة روسيا والصين اقتصاديا واستراتيجيا، خاصة بعد تحجيم إيران والإنهاء على حزب الله.

مع اختفاء حماس ورفض السلطة من قبل إسرائيل، من يقود غزة في اليوم التالي؟

إسرائيل تحاول أن تستقبل مجموعة من العملاء من داخل وخارج غزة، مع دعم العشائر وروابط القرى، وهذا لن يكون؛ لأن الشعب الفلسطيني الوطني في غزة لن يقبل بذلك، والمتوقع تشكيل قوة دولية للإدارة في القطاع لفترة انتقالية، ثم تعود السلطة لتتولى زمام الأمور.

لكن هناك اشتعالا للحرب بين الميلشيات المناوئة لحماس، وبدأت تتسع سيطرتها.

حماس تقتل كل من يعارضها، ففكرهم إخواني، ويقتنعون بإقامة دولة الخلافة في أي مكان في العالم، وفلسطين بالنسبة لهم لا تعني شيئا، ومن ثم يستعدون لليوم التالي أكثر من أي طرف آخر.

أما عن المليشيات التي تواجههم فإسرائيل نفسها أعلنت أنهم صنيعتها، وقياداتهم الآن ينفون ذلك، بل ويعتبر بعضهم نفسه أداة السلطة الفلسطينية، وهذه أمور يجب أن ترد السلطة عليها، فالشاباك دوره معروف في تكوين هذه المجموعات المسلحة المتزايدة في نقاط انحسار حماس بغزة.

ـ التقديرات الإسرائيلية كانت تشير لوقف الحرب في أكتوبر، والآن هم يعدون لبداية الاحتلال الكامل في ذكرى هجوم 7 أكتوبر، فكم تطول حرب غزة في تقديرك المعلوماتي؟

طالما نتنياهو في الحكم ومعه سموتريتش وبن غفير، وبدعم من ترامب، ستتواصل الحرب على غزة، فالقصة أعقد من غزة والغزيين في حد ذاتهم، ومرتبطة بحصار الصين وروسيا أكثر من حصارنا نحن الفلسطينيين شخصيا.

ـ وهل يسقط الائتلاف الإسرائيلي الهش بتهديدات بن غفير وسموتريتش، بعد انسحاب الحريديين؟

 لا أعتقد ذلك، فهما يكتفيان بابتزاز نتنياهو، لتحقيق مصالحهما ومصالح تيارهما، فالاثنان مجرمان وإرهابيان يهمهما فقط تنفيذ أفكارهما التوراتية، ومنع قيام دولة فلسطينية، وبناء الهيكل والاستيطان في الضفة الغربية وغزة، وضم الأراضي والاستمتاع بقتل الفلسطينيين.

لو أجريت انتخابات في إسرائيل الآن، هل يبقى نتنياهو من خلالها لغياب المنافس الحقيقي مع تراجع نفتالي بينت، أم ماذا في تقديرك؟

إذا واصل ترامب دعم نتنياهو، كما هي الحال منذ وصل للبيت الأبيض في ولايته الأولى والآن، فمن الممكن أن يستمر نتنياهو، كرئيس وزراء، ومن دون دعم أمريكي، فلن يتمكن من تشكيل حكومة جديدة، فرغم تصدره استطلاعات الرأي، إلا أنه في المجمل لن يشكل ائتلافا جديدا يحقق الأغلبية، لكن كل شيء ممكن في هذا المشهد العبثي.

هل يحصل ترامب في تصورك على نوبل السلام الذي يحلم به من خلال غزة؟

لا أعتقد ذلك، فهو فتح النار على العالم بأسره، ولا يريد الخير لغزة، فبعد وقف الحرب له مخططاته فيها، ولكن كل شئ جائز.

ـ أخيرا، لماذا سكت العالم في تصورك على اقتناص المستوطنين للسيطرة على الحرم الإبراهيمي، رغم أن البعض يعده تمهيدا لما سيحدث في الأقصى؟

هذا قصور فلسطيني عربي إسلامي خطير، ولم توضع حتى الآن خطة للمواجهة، رغم الأهمية الدينية والتاريخية لهذا الموقع المقدس، وللأسف ركزنا فقط على إصدار بيانات شجب وإدانة لممارسات المستوطنين الإسرائيليين، وهذا يمنح إسرائيل القوة للاستمرار في مخططاتها، والتي بالطبع تستهدف الأقصى.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC