يستعد المحامي الكندي ومحقق جرائم الحرب بيل وايلي لاتخاذ خطوات قانونية ضد الرئيس السوري السابق بشار الأسد وجميع عناصر نظامه، بعد أن فجّر تقرير لصحيفة "التايمز" مفاجأة حول تمكنه وأعضاء فريقه من تهريب أرشيف ضخم يدين النظام السابق، بأمان، إلى إحدى الدول الأوروبية.
تقرير الصحيفة البريطانية أظهر وسيلة نقل "ملفات الموت" عبر خطط لتهريبها إلى الخارج، إذ تنكر وايلي وفريقه بزي رعاة وتجار، مستخدمين كل الوسائل الممكنة، بدءًا من الشاحنات وصولًا إلى القوارب، لنقل خزائن ملفات كاملة من الأوراق عبر نقاط التفتيش، على مدى السنوات الـ13 الماضية.
الأرشيف، بحسب الصحيفة، يحتوي على وثائق تروي قصة دكتاتورية نفذت على مدى 50 عامًا اعتقالات وإعدامات واختفاءات قسرية واعتداءات جنسية، باستخدام أساليب وأدوات غير إنسانية، وصلت إلى حد إشعال النار في الأعضاء التناسلية، واستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين.
يأتي هذا الكشف بعد أن توعد قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع الملقب أبو محمد الجولاني، أمس السبت، بالكشف عن الكثير من تفاصيل المعركة التي قادت للإطاحة ببشار الأسد، وأنه سيثبت بالوثائق تجاوزات الرئيس السوري السابق، وفق قوله.
وأكد في تصريحات نقلتها صحيفة الوطن السورية أن الكواليس لم تظهر للعلن، وأنه سيفصح عنها فيما بعد.
خلال هذه العمليات، يقول تقرير الصحيفة إن أحدهم فقد حياته على يد النظام، بينما أصيب آخر، في حين اختطف ثالث على يد مجموعة متمردة، وتم إخراج العديد من أعضاء الفريق خارج البلاد حفاظًا على سلامتهم، كما اضطروا إلى ترك بعض الوثائق في أماكن آمنة داخل سوريا لصعوبة نقلها.
وتحتوي الملفات السرية على آلاف الصفحات من الأدلة التي توثق بالتفصيل "جرائم" النظام السوري السابق، وهذه الملفات، التي تُعد أكبر من ملفات محاكمات "نورمبرغ"، قد تؤدي إلى سجن بشار الأسد وجميع أركان نظامه السابق، وفق التقرير.
وأضافت الصحيفة أن مفتاح تقديم الأسد وأركان نظامه الفاسد إلى العدالة هو كومة من الصناديق الكرتونية البنية المخزنة خلف باب مغلق في مكتب بلا اسم بإحدى المدن الأوروبية.
ورغم أن هذه الصناديق تبدو غير لافتة للنظر، فإن داخلها تكمن 406 صناديق تحتوي على أكثر من 1.3 مليون وثيقة، يمكن أن تضع الأسد وأتباعه خلف القضبان مدى الحياة.
وعلى الرغم من هذه المخاطر، تمكن فريق وايلي من جلب مئات الكيلوغرامات من الملفات لفحصها وتحليلها رقميًا بواسطة منظمة وايلي، لجنة العدالة والمساءلة الدولية، التي تمولها الحكومات البريطانية والألمانية والأمريكية.
وأكدت الصحيفة أن نظام الأسد وثق كل شيء، فقد كانت سلسلة القيادة توقع على ما وصفه البعض بـ"بيروقراطية الموت".
وعلق بيل وايلي قائلًا: "هذا هو القمع الأكثر توثيقًا في التاريخ؛ إنه يشبه النازيين ولكن باستخدام أجهزة الكمبيوتر".
وأشار إلى أن حافظ الأسد، والد بشار، الذي حكم سوريا من عام 1970 إلى عام 2000، تلقى مشورة بشأن أساليب التعذيب من النازي السابق ألويس برونر، الذي لجأ إلى دمشق بعد أن عمل نائبًا لمهندس المحرقة أدولف أيخمان.