قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن فرحة النازحين الفلسطينيين بالعودة إلى شمال قطاع غزة تحولت إلى صدمة خلال الساعات الأخيرة.
جاء ذلك وفق تعبير الصحيفة، من هول حجم الدمار الذي خلّفته الحرب، حتى أن بعض النازحين يفكرون بالعودة إلى الجنوب، بالتزامن مع مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهجير سكان القطاع.
ونقلت عن "عالية"، من مخيم جباليا كانت تقيم في مدينة غزة قولها: نعيش في حلقات الموت، لكن أن تكون حاضراً بينما كل شيء من حولك مدمر هو نوع مختلف من الموت".
وأضافت: "نحن منهكون نفسياً، لا نستطيع العيش هكذا".
ويقول حسين من مدينة غزة: "أدركنا أننا وحدنا، الشباب يقومون بإزالة الأنقاض بأيديهم، ولكن لا يمكن تجميل الواقع، هذه ليست الطريقة التي سنعيد بها بناء القطاع".
وأضاف حسين أنه كل يوم يخرج من منزله يعود إليه بمشاعر صعبة، وقال: "لا يتعلق الأمر بالدمار فقط، فأنا أسمع من السكان الذين عادوا إلى منازلهم المدمرة أنهم يفكرون في العودة إلى جنوب قطاع غزة، يشعرون بالإحباط بسبب الانتظار الطويل للحصول على الماء، وبعض الخبز".
وتابع: "حياتنا، الآن، لا تشبه أي شيء عرفناه من قبل، وهي أصعب حتى من الحياة في الخيام، لأنه على الأقل كان لدينا أمل حينها".
وتعرّض منزل حسين لتدمير جزئي، حيث بدأ مع والديه وأقاربه بتنظيف الغرف، تلك التي لا تزال بها جدران وأرضيات.
ويقول للصحيفة العبرية: "والداي من كبار السن، وفي الوقت الحالي من الصعب جدًا نقلهما إلى جنوب قطاع غزة، لست متأكدًا من أنهما سيرغبان في النزوح مرة أخرى"، مرجحاً البقاء في شمال قطاع غزة على الرغم من الدمار.
وشهد محمد، من مدينة غزة أن بعض سكان مدينته، الذين وجدوا أنفسهم عاجزين في مواجهة حجم الدمار الهائل يشتمون حماس بصمت، لكنهم يخشون انتقاد الحركة علانية، وفق ما نقلته الصحيفة.
وأضاف: "الحياة في قطاع غزة توقفت تماماً، فهي ليست حياة تليق بالبشر "، وعندما سُئل عن شعوره عند عودته إلى المنزل، صمت لبضع لحظات، ثم قال إنه لم يتخيل قط أن مدينة غزة يمكن أن تبدو بالشكل الذي تبدو عليه الآن.
وتصف "عالية" المعاناة غير المسبوقة، قائلة: "أهالي غزة يموتون حزناً على أبنائهم الذين قُتلوا أو على أفراد أسرهم المفقودين، فهل نستطيع أن نبكي على المنازل التي فقدناها؟"
ونشرت سارة عوض الله، إحدى سكان مدينة رفح، مقطع فيديو قارنت فيه بين المشهد الذي شاهدته من شرفة منزلها قبل الحرب والمشهد الذي شاهدته بعد الحرب، على خلفية قصيدة "الغرفة المنسية" للسيدة فيروز.
ويظهر الفيديو حجم الدمار الواضح في كل زاوية من المناطق المحيطة بها، على حد وصف الصحيفة.
وبالإضافة إلى الدمار، تقول "هآرتس: "استقبل سكان حي الشجاعية جبالاً من القمامة، كما وصفها أحد سكان غزة الذي وثّق المعلبات العديدة المتراكمة في الحي، وعلّق: "سئمنا، كفى، أنهينا الحرب إن شاء الله، وسنبدأ حياة جديدة".
