الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
شهدت الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، بروز جماعات مسلحة تناصب حركة حماس العداء، وتتهمها بجر القطاع لحرب طاحنة فرضت على سكانه، وتعالت أصوات منادية بالخروج على الحركة، ومنهم من أعلن صراحة الاصطفاف إلى جانب إسرائيل ودعم جهودها في القضاء على حماس التي كانت تسيطر على غزة منذ عام 2007.
وبمجرد دخول اتفاق وقف إطلاق النار الحالي ضمن خطة الرئيس الأمريكي حيز التنفيذ، دشنت الحركة حملة انتقام واسعة ضد الجماعات التي تنادي بزوالها، حيث خاضت اشتباكات ضد بعض العشائر، ونفذت إعدامات ميدانية في محاولة لاستعادة صورتها قبل الحرب، حين كانت تبسط سيطرتها على القطاع بالقوة، لكن مع مرور الوقت ظهرت عدة مليشيات مسلحة تجاهر برفض حكم الحركة للقطاع وتبدي الاستعداد لقتالها وفي هذه النقطة تقاطعت أهواء المليشيات وإسرائيل، التي كشفت تقارير أنها سلحت أي فصيل يعلن مناهضته لحماس.
يبدوا أن حرب العامين أفقدت حماس قبضتها على القطاع المدمر لذلك تحولت مجموعات مسلحة كانت تقوم بتأمين الأحياء خلال الحرب إلى ما يشبه قوة أمر واقع، حيث تقاسمت خارطة النفوذ في المناطق التي لا تسيطر عليها الحركة.
وبحسب تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، تعمل حالياً في قطاع غزة ميليشيات تطمح إلى الإطاحة بحماس وملء الفراغ، مؤكداً أنه في خان يونس مثلاً تعمل "ميليشيا حسام الأسطل"؛ وفي حي الشجاعية المدمر في شرق مدينة غزة تعمل مجموعة مسلحة بقيادة "رامي خلاص"، والذي وصفه التقرير بأنه ناشط في حركة فتح بغزة.
وفي شمال قطاع غزة، وتحديداً بمنطقة بيت لاهيا تعمل ميليشيا "الجيش الشعبي - قوات الشمال" برئاسة أشرف المنسي؛ وفي مدينة دير البلح بوسط القطاع تنشط ميليشيا جديدة بقيادة شوكي أبو نصيرة.
ويؤكد التقرير، أن أول هذه المجموعات المسلحة الناشطة حالياً في القطاع، والتي تملك كل واحدة منها كمية معتبرة من الأسلحة، كانت ميليشيا "القوات الشعبية" التابعة لياسر أبو شباب، والتي ظهرت خلال الحرب وتعرف عليها الفلسطينيون والعالم بعناصرها التي تتحدى حماس وتجاهر بمحاربتها إلى جانب إسرائيل لإسقاط حكم الحركة.
وكان لافتاً أن ياسر أبو شباب، قد قتل قبل أيام في كمين لحماس، التي وصفت الحادثة بأنها "مصير حتمي لأي شخص يتحالف مع إسرائيل ضد قضيته"، وفق بيان صادر عنها. لكن صحيفة "يديعوت أحرنوت"، توقفت عند خليفة أبو شباب، ونائبه الذي تولى قيادة المليشيا، المدعو"غسّان الدهيني"، والذي وصفته بأنه أكثر قسوة وتشدداً ضد حماس.
ونقلت عن بعض زملائه في المليشيا قولهم إنه "رجل صارم وقاسٍ"، مشيرين إلى أنه يبدي حماسة وعزيمة كبيرتين لمقارعة حركة حماس، وأنه يصف الوضع الحالي في القطاع بأنه "اليوم التالي للحرب"، حيث يأمل بأن تعمل ميليشياته دون قيود من حماس مع الحفاظ على النظام والتنظيم اللوجستي المدروس.
وخلص تقرير الصحيفة الإسرائيلية، إلى أنه رغم تعدد الجماعات المسلحة وممارسة كل واحدة منها نفوذاً في حي معين، لكن قادتها يتجنبون الاحتكاك فيما بينهم، ورغم الاختلافات بينهم من حيث عدد المقاتلين والعتاد العسكري، لكن خطابهم موحد تجاه حماس وضرورة إنهاء حكمها في القطاع.