مفوض الأونروا: الوضع الإنساني في قطاع غزة في غاية السوء
أكد خبراء أن قائد الجيش السوداني، الفريق عبد الفتاح البرهان، أصبح يعتمد كلياً على الميليشيات في القتال ضد قوات "الدعم السريع"، إذ يغدق عليها الأموال والعتاد الحربي، فيما يقبع ضباط وجنود الجيش داخل وحداتهم "شبه معتقلين".
وقال الخبراء، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إن الميليشيات، رغم ادعائها بالقتال مع الجيش السوداني، لديها أهداف تخصها إن كانت سياسية أو قبلية.
ومن أبرز الميليشيات التي اعتمد عليها البرهان في القتال بالحرب المستمرة مع "الدعم السريع"، هي التابعة للحركة الإسلامية ونظام الرئيس السابق عمر البشير، التي يدفعها حلم العودة للسلطة، بعد أن أوصدت أمامها الأبواب منذ الإطاحة بنظامها عبر ثورة شعبية في العام 2019.
واللافت في أن هذه الميليشيات تجاهر بالعداء للقوى السياسية والمجموعات والكيانات الثورية التي أطاحت بنظامها، أكثر من عدائها لقوات الدعم السريع التي تحاربها على الأرض.
حشد وتسليح
وقال الخبير الاستراتيجي، عادل بشير، إن "البرهان استغنى عملياً عن الجيش السوداني وأصبح يعتمد في هذه الحرب على الميليشيات إن كانت قبلية أو تابعة للنظام السابق، بعدما اعتقل الجيش داخل وحداته وعزله عن قرار الحرب".
وأضاف، لـ"إرم نيوز"، أن "وجود قوات الجيش جنوداً وضباطاً داخل ثكناتهم حالياً جعلهم معزولين عن دائرة القرار والتخطيط للعمليات العسكرية، فمنذ اندلاع الحرب في 15 أبريل العام 2023 ظل قائد أركان الجيش السوداني، الفريق محمد عثمان الحسين، محاصراً داخل مبنى القيادة العامة بالخرطوم؛ ما يعني أن قرار إدارة العمليات العسكرية ليس في يده"، وفق قوله.
وكان "البرهان" ونائبه "كباشي" خرجا من العاصمة الخرطوم في أغسطس وأكتوبر من العام 2023، بعد أن تركا بقية قيادات الجيش خلفهما محاصرين داخل مبنى القيادة العامة، وآخرين في وحدات مختلفة غير قادرين على الحركة خارج ثكناتهم حتى اليوم.
وأشار الخبير الاستراتيجي إلى أنه "فور وصول البرهان إلى مدينة بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة، شرع في حشد وتدريب الميليشيات وتسليحها بكل أنواع السلاح ومنحها السيارات القتالية الجديدة، فيما يعاني جنود وضباط الجيش داخل ثكناتهم من الجوع وعدم صرف الرواتب".
وأكد أن "أسر جنود الجيش المحاصرين في ثكناتهم بالخرطوم يعيشيون أوضاعاً إنسانية قاسية، ويعجزون عن توفير احتياجاتهم المعيشية، بسبب عدم صرف الأجور على قلتها".
وأضاف أن "البرهان يعلم أن كثيراً من ضباط وجنود الجيش السوداني غير مقتنعين بهذه الحرب ولن ينخرطوا في القتال فيها، ما جعله يعتمد على الميليشيات التي لديها مصالح حزبية أو قبلية، كما أنه يتعمد استمرار الحصار على مقار الجيش، حتى لا يخرج من وصفهم بالشرفاء ويتخذوا قراراً بوقف الحرب أو حتى الانقلاب عليه".
تغذية الميليشيات
ومن جهته، يؤكد المتحدث باسم تحالف القوى المدنية المتحدة "قمم"، عثمان عبد الرحمن سليمان، أن "البرهان لا يزال يتبنى استراتيجية تغذية الميليشيات خارج القوات المسلحة السودانية، لأجل البقاء في السلطة".
وأشار سليمان، في حديثه لـ"إرم نيوز"، إلى مجموعة من الميليشيات التي دأب البرهان على دعمها وتوفير ما تطلبه لضمان ولائها المطلق له، أبرزها "كتائب الأمن الشعبي والبراء بن مالك"، مبيناً أنه استعان بالحركة الإسلامية لأجل دعمه واستمرار وجوده في السلطة مقابل تبني أجندتها السياسية.
وأوضح أن "الميليشيات الإسلامية" المنخرطة في القتال باسم الجيش هي ذاتها التي أشعلت الحرب بمساعدة من البرهان نفسه، وتتعمد إضعاف الجيش حتى تسهل مهمة عودتهم إلى الحكم، حسب قوله.
وذكر أن قادة المؤسسة العسكرية تاريخياً درجوا على تسليح الميليشيات بدلاً من الجيش، مبيناً أن معظم الانتهاكات التي يرتكبها الطيران الحربي بسبب سيطرة هذه الميليشيات على القرار.
وأضاف أن "البرهان يعمل على إضعاف الجيش بكل الطرق؛ لأنه يخشى الشرفاء داخله الذين يكنون عداءً واضحاً لمخططات الحركة الإسلامية وتغلغلها داخل المؤسسة العسكرية".
اللعب على التناقضات
وبدوره، أكد المحلل السياسي، صلاح حسن جمعة، أنه "منذ بداية الحرب وحتى اليوم ظل البرهان يجند لصالح الميليشيات المسلحة عوضاً عن التجنيد في صفوف الجيش، الأمر الذي يؤكد تعمده إهمال الجيش".
وقال لـ"إرم نيوز"، إن "هذه الممارسات جعلت الولاء للقبيلة أو الحزب يرتفع على الولاء للجيش، وإن من يقاتلون بزي الجيش الآن يقاتلون من أجل أهداف تخصهم بعيداً عن أمر القوات المسلحة السودانية".
وأشار إلى أن "البرهان أشرف في المدة الماضية على تدريب وتخريج أعداد كبيرة من الجنود لصالح ميليشيات، بينها "القوة المشتركة والأورطة الشرقية" بجانب "درع البطانة" كأحدث ميليشيا قبلية ظهرت إلى السطح في شرق الجزيرة".
وكان البرهان ظهر الأسبوع الماضي في منطقة شرق الجزيرة وسط قوات كبيرة من ميليشيا "درع البطانة" التي يقودها القائد المنشق عن قوات الدعم السريع أبو عاقلة كيكل؛ إذ أكدت مصادر متطابقة أن البرهان سلم الميليشيا آليات عسكرية كبيرة وأسند إليها مهمة التقدم نحو مدينة ودمدني.
وأكد جمعة أن البرهان يلعب على تناقضات هذه الميليشيات ويعمل على ضرب بعضها ببعض، من أجل الاستمرار في السلطة دون منافسة، مشيراً إلى أنه استخدم ميليشيا "درع البطانة" ضد ميليشيا "المقاومة الشعبية" التي تقودها عناصر إسلامية مثل الناجي مصطفى، الذي سُحب البساط منه لصالح ميليشيا كيكل، وفق قوله.
وأضاف أن "البرهان يخشى انقلاب الميليشيات العقائدية التي تتبع للحركة الإسلامية، خاصة أنها موجودة داخل القوات المسلحة؛ الأمر الذي جعله يهتم بالميليشيات القبلية، فقد أصبح يجند لها ويغدق عليها بالسلاح والمال".